الطائف عبدالعزيز الثبيتي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ينطلق سوق عكاظ في محافظة الطائف الأربعاء المقبل ويستمر حتى 6 من ذي القعدة المقبل 1436هـ (الموافق من 12 إلى 21 أغسطس 2015م)، ويستمر عشرة أيام، بمشاركة عدد من الأدباء والمثقفين والشعراء والأكاديميين والفنانين التشكيليين والحرفيين من داخل السعودية وخارجها. ووصف الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأنها امتداد لرعايته للمحافل العلمية والفكرية والأدبية والتراثية، وذلك انطلاقاً من إيمانه العميق بأهمية بناء الإنسان السعودي المؤمن القوي، القادر على الرقي بوطنه ورفع رايته بين الدول، وتحقيق مجده وعظمته بين الأمم والشعوب. ونوه الأمير خالد الفيصل بما ناله سوق عكاظ في السنوات الماضية من دعم وتشجيع كبيرين من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله مما ساعدا على انتقاله من أفكار على ورق إلى حقيقة ملموسة تتطور عاماً بعد آخر على أرض الواقع، فضلاً عن تضافر جهود الوزارات والهيئات والمؤسسات المشاركة في إعداده وتنظيمه، وحرص الأدباء والمثقفين والمفكرين على المشاركة في فعالياته والتنافس على جوائزه، وتوافد المواطنين والمقيمين على ارتياده والاطلاع من نافذته المفتوحة على آفاق الماضي والحاضر والمستقبل الرحبة. وبين أمير منطقة مكة المكرمة أن مبادرة سوق عكاظ التي تبنتها إمارة المنطقة منذ العام (1428هـ 2007م) لا تنطلق من حرصها على إحياء المكان فقط بل إعادة الاعتبار إلى مكانته الفكرية والثقافية والإنسانية والاقتصادية، والانطلاق منها إلى بناء مشروع نهضوي حضاري يعنى بمد جسور من الماضي إلى المستقبل، بالعناية بالإبداع والتميز في شتى المجالات، والانطلاق بنشر الثقافة والعلم والمعرفة. واعتبر الفيصل أن سوق عكاظ وما يقدمه من برامج ثقافية وعلمية وأدبية وتراثية (يتسق وينسجم مع أهداف الخطة العشرية والاستراتيجية التنموية التي أسستها إمارة منطقة مكة المكرمة، وتحديداً مع أهداف محور بناء الإنسان الموازي لمحور تنمية المكان، لتبلغ المنطقة مكانتها المستحقة في الريادة والصدارة محلياً وإقليمياً وعالمياً، وقال سموه: (إن بلوغ منطقة مكة المكرمة موقعها الذي تستحقه لن يتأتى إلا من خلال بناء المجتمع المبني على القيم، المتميز بالأخلاق، الملتزم بقيم العمل والنظام والمعاملة والعلم والثقافة والفكر والأدب)، مؤكداً القول: (ونحن ولله الحمد نملك قاعدة إسلامية تؤهل مجتمعنا لأن يكون مجتمعاً مثالياً، بشرط الالتزام بالمبادئ والقيم والأخلاق الإسلامية). وقدم الأمير خالد الفيصل الشكر للجهود التي بذلها أصحاب السمو أعضاء اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ، وهم كل من: الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والدكتور عزام الدخيل وزير التعليم، والدكتور عادل الطريفي وزير الثقافة والإعلام، وأمين عام اللجنة الإشرافية الدكتور سعد بن مارق. كما قدم الشكر للجهود التي بذلها الأعضاء السابقون. وثمن في الوقت نفسه الجهود التي بذلها محافظ الطائف فهد بن معمر، مدير جامعة الطائف الدكتور عبدالإله باناجة، وأمين الطائف المهندس محمد المخرج، وأمين سوق عكاظ الدكتور جريدي المنصوري، والمدير التنفيذي للسوق الدكتور راشد الغامدي وجميع اللجان العاملة، مشيراً إلى حرص جميع اللجان التنفيذية كل عام على إثراء الزائر ببرامج وأنشطة السوق، فضلاً عن منحه الفائدة والمتعة في آن معاً. وأعرب عن تطلعه إلى أن يواصل السوق في عامه التاسع في هذا العام نجاحاته السابقة، وصولا إلى تقديم صورة حضارية مشرفة عن الإنسان السعودي الذي يستمد أصالته من تاريخ آبائه وأجداده، وقوته من نماء وطنه وازدهاره، منطلقاً إلى بناء مستقبل مشرق له وللأجيال المقبلة، متسلحاً بقيمه وعاداته وتقاليده وعلومه ومعارفه وثقافته وأدبه. واستعرض رئيس اللجنة الإشرافية لسوق عكاظ البرنامج الذي سيقدمه السوق في نسخته التاسعة هذا العام للمثقفين في الممملكة، مشيراً إلى أنه يضم عناصر فكرية وأدبية وثقافية وعلمية وتراثية تعبر عن رؤية سوق عكاظ وأهدافه، والمتمثلة في مد جسور بين الماضي والحاضر والمستقبل، مدعوماً بتكاتف ودعم وجهود وزارات وجهات حكومية عدة من أجل إنجاح سوق عكاظ عبر إشرافها على أعمال التنظيم وإعداد أنشطته وبرامجه المتنوعة. وأوضح سمو رئيس اللجنة الإشرافية أن سوق عكاظ سيستمر في نسخته التاسعة وللعام الثالث على التوالي في تنظيم حلقة نقاش الشباب التي بدأها في العام 1433هـ تحت عنوان (ماذا يريد الشباب منا وماذا نريد من الشباب)، وهي تمثل انطلاقة البرنامج الثقافي للسوق؛ حيث تستضيفها جامعة الطائف ويشارك فيها عدد من المسؤولين ومجموعة مختارة من شباب الجامعات السعودية، مشيراً في هذا السياق إلى أن اللقاء يهدف إلى التواصل الدائم بين الشباب وأصحاب القرار لترسيخ مبدأ ثقافة الحوار، واستثمار مناسبة سوق عكاظ لتكون إحدى قنوات التواصل الإيجابي لتبادل أفكارهم وعرض تجاربهم الثقافية والعلمية. مبيناً أن ندوة هذا العام ستتناول الريادة المعرفية. وبحسب رئيس اللجنة الإشرافية يندرج في البرنامج الثقافي ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية بمشاركة نخبة من المثقفين والأدباء والمفكرين والشعراء السعوديين والعرب، مفيداً أن برامج وأنشطة سوق عكاظ تشمل هذا العام مسرحية «لبيد بن ربيعة» الذي يعد واحداً من أشهر شعراء المعلقات؛ حيث ستعرض خلال الأيام الأربعة الأولى، مشيراً إلى أن النسخة التاسعة من سوق عكاظ ستشهد برنامجاً جديداً وهو «المساجلات الشعرية» ويتمحور فكرته الأساسية في استثمار طاقات المبدعين من جميع الأعمار ممن يملكون موهبة حفظ الأبيات الشعرية، ستجرى أمام الجمهور من الزائرين والضيوف. وبين أن هيئة السياحة والتراث الوطني تنظم للعام التاسع برنامج «جادة سوق عكاظ»، وهو عبارة عن مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تحاكي سوق عكاظ التاريخي بواسطة مجموعة من المتخصصين المحترفين، مثل: مسيرة الشعراء، مسيرة الفرسان والخيول والإبل، وهي نماذج من الأنشطة الاجتماعية والثقافية التي كانت تقام في السوق قديماً. كما تشتمل العروض أيضاً على أعمال مسرحية درامية تاريخية متنوعة «مسرح الشارع»، التي تمثل جوانب الحياة والأنشطة التي كان يشهدها سوق عكاظ قديماً وتقدم باللغة العربية الفصحى، إضافة إلى عروض أخرى لإلقاء الشعر العربي الفصيح وخصوصاً «المعلقات» والخطب البلاغية التي بنيت عليها شهرة سوق عكاظ، ويؤدي تلك الأعمال ممثلون محترفون، كما يضم برنامج «جادة سوق عكاظ» مواقع الحرفيين ومحترفي الصناعات اليدوية من داخل المملكة وخارجها. وخلص الأمير خالد الفيصل إلى أن نشاط السوق سيشهد أيضاً أكثر من 16 معرضاً تنظمها وزارات وهيئات حكومية، وهي: معرض الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، معرض الأعمال الفائزة بجوائز سوق عكاظ في الخط العربي والتصوير الضوئي ولوحة وقصيدة، معرض وزارة الثقافة والإعلام، عكاظ المستقبل، دارة الملك عبدالعزيز، مكتبة الملك عبدالعزيز، مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أمانة محافظة الطائف، مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، جمعية الثقافة والفنون، سوق عكاظ، عرض هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، أمانة محافظة جدة، الهيئة السعودية للحياة الفطرية، مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع.