قال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، "إن المملكة تريد الخير ولا تريد الشر، ولا تقبل في أي حال من الأحوال أن يتدخل أحد في أمورها"، ومضى يقول "إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوصينا في كل الأوقات بأن نهتم بأمر مواطنينا ونجتمع معهم دائماً، وهذا هو الحاصل والحمد لله، مؤكدا أهمية أن يوجه الإنسان البر لأسرته وبلدته وقبيلته، "لكن على ألا يكون ذلك على حساب وطنه". وتابع ولي العهد "الحمد لله نحن بلد نتمتع بالأمن والاستقرار والتآخي بين المواطنين كلهم، وهذه الدولة قامت على العقيدة الإسلامية، وهذه الدولة نبتت من هذه الأرض". وأكد الأمير سلمان لدى استقباله في مكتبه بالمعذر أمس، وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، ونائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله، ووكلاء وزارة الخارجية وسفراء خادم الحرمين الشريفين ورؤساء بعثات المملكة في الخارج بمناسبة انعقاد اجتماعهم الدوري الثالث، أهمية الالتزام بما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين في مجلس الوزراء الموجهة للأمير سعود الفيصل، بأن على السفراء خدمة المواطنين وتسهيل أمورهم ومراعاة ظروفهم ومساعدتهم. وتابع "أنتم والحمد لله ممثلون لبلادكم، بلاد الإسلام، بلاد العروبة. ولا شك أنه لما تم اختياركم فذلك لما يؤمل فيكم الخير، وهو ما سيكون إن شاء الله. والحمد لله بلدكم قبلة المسلمين وبلاد الإسلام وبلاد العرب ولها احترامها والحمد لله في كل مكان في العالم". ولفت ولي العهد إلى أن ذات الاحترام يحظى به خادم الحرمين الشريفين ومن سبقه من ملوكنا منذ جلالة الملك عبدالعزيز حتى الملك عبدالله، وأنهم والحمد لله مقدرون ومحترمون في العالم كله، لأن المملكة الحمد لله تريد الخير ولا تريد الشر، لكنها لا تقبل في أي حال من الأحوال أن يتدخل أحد في أمورها. وأثنى الأمير سلمان بن عبدالعزيز على وحدة البلاد وأمنها وأمانها واستقرارها، وقال "ومع هذا كله رحم الله من أهدى إلي عيوبي"، حاثا من يرى ملاحظة من المواطنين، مسؤولين وغير مسؤولين وحتى سفرائنا في الخارج إبلاغ وزارة الخارجية لتلافي ذلك، فالعالم صار صغيرا جدا. وختم كلمته قائلا "خادم الحرمين الشريفين ونحن جميعاً نثق فيكم ونؤمل فيكم الخير". بعد ذلك ألقى الأمير سعود الفيصل كلمة قال فيها "صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أدام الله عزكم، وقوى عزائمكم، وحفظكم بعينه التي لا تنام. إن ما تجده وزارة الخارجية من العناية والرعاية والدعم من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومن لدنكم الكريم يقف وراء كل إنجازات الوزارة وجهودها الحثيثة لتطوير وتحديث أساليب وأنظمة عملها، وهو الحافز القوي الذي يبث الحيوية والنشاط في أداء عمل الوزارة، ويبعث على التفاؤل والثقة". وتابع "ومن هذا المنطلق فإن الوزارة عكفت على تطوير أدائها وفق خطط مرسومة مبنية على أولوية الأهداف وفي حدود الإمكانات المتاحة وتعهداتها بجملة من الطرق والأساليب، تأتي في مقدمتها الاجتماعات الدورية لرؤساء البعثات في الخارج. ولقد شجعت النتائج المثمرة للقاءين الأول والثاني لهذه الاجتماعات على أن يكون هذا اللقاء الثالث أكبر طموحاً، وأشمل منهجاً، بعد أن تأسست له القواعد الراسخة، ورسمت الأطر الواضحة فتقرر أن يتم تخصيصه لبحث ومناقشة موضوع (الدبلوماسية السعودية.. الواقع والتحديات)، حيث تم في هذا الاجتماع بحث محاور محددة، يعنى كل محور منها بقطاع من قطاعات الوزارة، والتوصل إلى توصيات شاملة سوف تعكف الوزارة على تنفيذها سعياً وراء التحسين المستمر والتطوير المتواصل والشامل لأدائها، ومواكبة لتطلعات القيادة الرشيدة وأهدافها الرامية إلى تعزيز مكانة المملكة في المجتمع الدولي، وصيانة علاقاتها الدولية، ورعاية وحماية مصالحها ومصالح مواطنيها في الخارج". وخاطب وزير الخارجية ولي العهد قائلا "يا صاحب السمو، هؤلاء رؤساء البعثات في الخارج.. جاؤوكم اليوم مجتمعين على قلب رجل واحد يجددون الولاء، ويؤكدون العهد.. مثلوا بين أيديكم لينهلوا من معينكم الخير، ويتزودوا من حكمتكم ورؤيتكم الثاقبة.. وفدوا إليكم متلمسين النصيحة، متطلعين إلى التوجيه الذي يرشدهم إلى أداء واجباتهم على الوجه الذي تأملون والحال التي ترغبون.. قدموا إليكم ليؤكدوا حرصهم على أن ينقلوا للعالم رسالة واضحة بأن هذا البلد الكريم الذي يستند نهجه على الدين الإسلامي الحنيف.. هو بلد المحبة والسلام والوئام.. قاعدة للبناء والنماء والعطاء.. ومنبع للشيم والقيم والأصالة.. كان كذلك منذ أن أرسى دعائمه المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ولا يزال كذلك في عهد ملك الإصلاح والبناء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسوف يظل بإرادة الله وقدرته.. متمسكاً بدينه.. متماسكاً بوحدته.. شامخا بكرامته.. صلباً بعزيمته.. زاخراً بعطائه.. وختاما، فإننا جميعا، ونحن نمثل بين يديكم، بحاجة ماسة للاستماع إلى توجيهاتكم السديدة، واستطلاع رؤاكم النيرة، والتزود من معين خبرتكم الطويلة، وحكمتكم المعهودة، فكلنا آذان صاغية وقلوب واعية لما تتفضلون به من توجيه، وما تسدونه من نصح، وما ترسمونه من نهج، فقد جمعتم في شخصكم الكريم خبرة المسؤول وحكمة الإنسان وأمانة المؤتمن، وإذا كان قد أصاب من وصفكم بأنكم رجل دولة، فلقد أصاب أكثر من قال إنكم وبحق دولة في رجل.. أدام الله عزكم، وثبت خطاكم، وأنار طريقكم لما فيه رفعة دينكم وخير أمتكم ووطنكم". استعراض العلاقات الثنائية مع الصين استعرض ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، والوفد المرافق العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى استعراض تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.. جاء ذلك، لدى استقبال ولي العهد للوفد الصيني في قصره بالرياض مساء أمس.