أعاد المهرجان السياحي بالخبر زواره بالذاكرة إلى ما قبل 100 عام عبر الجلسات التراثية القديمة للأحياء والتي منحت الأبناء فرصة التعرف على حياة الأجداد قبل ظهور «النفط»، والذين كانوا يلتقون في «الدكاك» و«المراكيز» لتبادل الأحاديث اليومية العابرة. يقول ناصر الفهد «صاحب مقهى السبعينات»، جذب المقهى الذي أقمته مناصفة مع شريكي فؤاد الدوسري كافة الزوار وأصبح مقصدا لمن يدخل إلى أروقة المهرجان لاسيما أننا أوجدنا وظائف لثلاثة من الطلاب لمساعدتنا في المقهى وتقديم المشروبات والأكلات الشعبية. ولفت محمد الدليجان وهو أحد الزوار: إن المهرجان وخاصة المقهى أعاد ذاكرتي لأيام الطفولة وذلك من خلال تجسيده لنسخة طبق الأصل من أشهر الحارات آنذاك، بما فيها المركاز والجلسات القديمة، والبيوت ذات الأبواب والنوافذ الخشبية والفوانيس المعلقة على جدرانها، والأزقة الحافلة بالأسواق والدكاكين، التي تبيع للمارة أصنافا من الأكلات الشعبية والزخارف والمنسوجات وأعمال الخزف والملابس الشعبية، وإذا أحس الزائر بالتعب ويريد أخذ قسط من الراحة فهناك مقاعد من الخشب ليجلس عليها ويتذكر نسمات الزمن الجميل، من خلال مأكولات ومشروبات كالبليلة والتوت والقهوة والشاي والكرك والزنجبيل. وعن سبب اختفاء تلك «الدكاك» في الأحياء يشير سعد الدوسري «زائر» إلى إنها بسبب دخول الطراز الحديث على الأحياء فاختفت المعالم القديمة فيها. وفي السياق أكد عضو المجلس المحلي بمحافظة الخبر المهندس عبدالعزيز منصور البابطين، بأن بلدية الخبر كونت قاعدة لمهرجان الخبر السياحي، خلال النسخ الماضية والمهرجان الحالي، مشيرا إلى أن نجاح البلدية في تنظيم مهرجان الخبر في الفترة الماضية تم تداوله في المجلس المحلي. وأضاف أن الإقبال الكبير من زوار المهرجان يعكس النجاح الذي تحقق، كما أن تطور الفعاليات والتنظيم هذا العام يتضح لمن زار المهرجان في نسختيه السابقتين، بالإضافة إلى تفوقه على مهرجانات مماثلة تقام في مختلف مناطق المملكة. ولفت إلى أن محافظة الخبر في حاجة ماسة لإنشاء القرية التراثية التي كان من المقرر أن يتم الانتهاء منها لولا تأخر المستثمر في إنشائها، وطالبنا بأن يتم إعادتها من جديد، مؤكدا أنها ستكون مشروعا سياحيا مهما واستثماريا ناجحا تأخذ الصفة الاستثمارية، كما أنها ستكون جاذبة للسياح الأجانب من جنسيات مختلفة كما هو الحال في الدول المجاورة التي تقيم قرى تراثية حيث نجحت تلك المشاريع في جذب الكثير من السياح الأجانب لها لاكتشاف تراث وثقافة البلد. وقال عضو المجلس المحلي الدكتور عبدالوهاب الخليوي، العمل الكبير الذي نشاهده في مهرجان الخبر ليس بمستغرب فالمدينة معروفة بشبابها في التنظيم كما أن أهاليها معروفون بالرقي بالتفكير، مبينا بأن المهرجان يحتوي على فعاليات وخيام رائعة منها كلنا سواعد التي يديرها ذوو الاحتياجات الخاصة، والأركان التعليمية كتعليم الأطفال الإسعافات الأولية والمهن الأخرى، مضيفا أن المناشط النوعية متعددة، ولم تغفل جانب الأسر المنتجة. وأشاد عضو المجلس المحلي الدكتور خالد الحماد، بدور بلدية محافظة الخبر واللجنة المنظمة لمهرجان الخبر السياحي في رفع مستوى المهرجان هذا العام، وبالفعاليات ذات الجودة عالية والمخصصة لكافة فئات أفراد المجتمع. وأبدى عبدالله الضويان عضو المجلس المحلي إعجابه بالمهرجان وقال إنه مهرجان مميز كما أن الجو يساعد على نجاح المهرجان وفعالياته المميزة، لافتا إلى أن القرية التراثية والمقاهي الشعبية اختصرت تاريخ المنطقة الشرقية في موقع واحد. وكان أعضاء المجلس المحلي قد تجولوا في موقع مهرجان الخبر السياحي بواجهة الخبر البحرية، وزاروا كافة الأقسام والأركان مبدين إعجابهم بما يقدمه الشباب في خدمة الزوار، حيث رافقهم في الجولة رئيس بلدية محافظة الخبر المهندس عصام بن عبداللطيف الملا، ومدير مكتب معالي الأمين رئيس لجنة العلاقات العامة بالمهرجان محمود بن حسن الرتوعي.