صدق الله العظيم في قوله في سورة الإسراء (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا، إنه هوالسميع البصير) تلك البركة ظهرت في حجارته التي كانت أشد وقعًا من الرصاص على جنود الاحتلال الذين كانوا مدججين بالسلاح وهم يحمون الصهاينة الذين دخلوا المسجد الأقصى وخربوه ودنسوه، وظهرت البركة في المرابطين الذين زرعوا الهلع في جنود الاحتلال وليس معهم إلا حجارة مباركة جعلت نتنياهو رئيس وزراء مغتصبي فلسطين يتعهد باستخدام كل السبل المتاحة لوقف هجمات مُلقي الحجارة، وعقدت حكومة الاحتلال اجتماعًا طارئًا لقادة أجهزتها الأمنية لا للتصدي لصواريخ بل لحجارة مباركة تقذفها يد مباركة من رجال ونساء مباركين، لم يجدوا سلاحًا أومعينًا إلا حجارة فلسطين المباركة، لله هذه الأرض المباركة حجارتها تواجه أقوى الأسلحة، وأقوى صمت في العالم عن حقوق شعب ظلم حتى وصل الظلم إلى دخول الجنود بأحذيتهم وسلاحهم إلى المسجد الأقصى. قوة الحجارة ليس فيها بل في الصمود على الحق الذي ملأ قلوب الرجال والنساء الذين هبوا دفاعًا عن قدسية الأقصى، وقدموا أغلى ما يقدم، وهوالروح، وهم ليسوا شبابًا بل شيوخًا منحهم الله قوة الحق، لا قوة الجسم، ونساء منحهن الله قوة المواجهة التي لا تطيقها أقوى الأجسام، فكيف بأجسام النساء، ولذا قال نتنياهوعن هذه القوة الباهرة «اتضح لنا كيف يمكن لإلقاء الحجارة أن يقتل، وسوف يتم مواجهة هذه التصرفات بكل الحزم وسبل المنع» وقد دعته هذه الحجارة المباركة إلى الإعلان عن عقوبات وغرامات مالية للآباء والأمهات الذين يسمحون لأطفالهم بالانخراط في احتجاجات وصفتها حكومة العدو المحتل بأنها عنيفة، وسنت الحكومة المعتدية المحتلة تحديد حد أدنى لعقوبة إلقاء الحجارة أو الألعاب النارية، فكيف ستكون العقوبة والمواجهة لو ملك أولئك الشيوخ والنساء والأطفال أدنى سلاح؟ للأسف أن الأمم المتحدة التي درجت في السنوات الأخيرة على الوقوف مع الظالم في فلسطين لم تتخذ أي اجراء ولو بيانًا لا يساوي حبره، حذرت من أن تؤدي اشتباكات الحجارة في القدس إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية شبيهة بانتفاضة عام 1987 التي قادها شباب وفتيات وأطفال ضد قوات الاحتلال، وكذلك انتفاضة عام 2000 التي عرفت بانتفاضة الأقصى إثر اقتحام أرئيل شارون الحرم المقدس، وقد عاقبه الله في الدنيا وما في الآخرة أشد، وصارت الانتفاضة تشكل هلعًا ليس للمحتل وحده بل للأمم المتحدة، بارك الله في الحجارة، حجارة فلسطين مباركة، وشبابها مبارك، ونساؤها مباركات، وفتياتها مباركات، وشيوخها مباركون، ولذا صمدوا أمام رابع جيش تسليحًا ودعمًا لبركتهم وبركة أرضهم، وبركة حجارتهم التي صارت أشد على عدوهم من القنابل، وأنى لهذا العدو أن يواجه حجارة باركها القرآن الكريم.! Ibn_Jammal@hotmail.com