الفن التشكيلي لغة عالمية، عندما تحل الفرشاة مكان القلم، ويحل اللون مكان الحبر، ويحل الإحساس مكان العقل، تبقى اللوحة هي الأكثر تأثيرا وهي تلك اللغة البسيطة والسهلة الممتنعة، التي تعبر عن حضارات أمم، وتعبر عن مكنون فسيولوجي عميق داخل النفس البشرية ليبقى الفن التشكيلي لغة تعايش وسلام ومحبة. تلك اللغة تتنوع، بتنوع مدارس الفن، لتعبر عما يمكن التعبير عنه وما لا يمكن، عما يخص المواقف العدة وما لا يخص، وعما هو مسموح التعبير عنه وما هو غير مسموح، كل ذلك وأكثر. عرفت الفنون منذ قرون واعتلى الفن الإسلامي القمة بين ثقافات جميع الأديان كما اعتلت كافـــــة العلــــوم والمعارف الإسلامية منذ فجر الإسلام، ديننا الإسلامي دين تعايش وسلام وذو خصوصية روحانية وتهذيب نفسي، نتطلع دوما إلى ترجمـــــة تلك المعـــــاني الإسلامية في لوحات الفنانين العرب والمسلمين بالتحديد، حتى نحقـــــق ذلك المعنى الجميـــــل للفنون الإسلاميــــة، للأسف ما نراه اليوم من فنانينا ابتعد كثيـــــرا عن أصل الفن الإسلامي الأصيل، الذي يتوازى بالطبع مع أخلاقيات الإسلام ومع فنانين يفترض فيهم أنهم أقـــــرب للهـــــرم الأخلاقي من غيرهم من المثقفين، ننتظـــــر فعلا فنانين حقيقيين ورسل سلام وتعايش ولا نحتاج إلى من يعبث بإرثنا التاريخي باسم الفن. وليد القطان رئيس قسم التربية الفنية ـ تعليم جدة