وهذا القتل الذي تنفذه القاعدة ثم تعتذر عنه موجه للأبرياء ليس في مجمع وزارة الدفاع في صنعاء فقط بل في كل المواقع التي تنفذ فيها القاعدة عمليات إرهابية. هذه العمليات الإرهابية (يا للعجب) تقتل المسلمين من أجل نصرة الإسلام. عمليات ترفع راية الدين وتحقق بكل جدارة ونجاح أعظم حملة تستهدف تشويه الإسلام عن طريق ربطه بالتطرف والعنف والإقصاء والتصفية. القاعدة اعترفت بقتل المدنيين في مستشفى مجمع وزارة الدفاع في صنعاء وأصدرت بيان اعتذار قالت فيه:(إننا ما أردنا ضحاياكم ولا قصدناهم وليس من ديننا هذا ولا خلقنا ونتحمل كامل المسؤولية عما حدث في المستشفى من دفع الديات والتعويضات والعلاج وغير ذلك، كل ما يأمر به شرعنا سنقوم به فنحن دعاة شريعة). ونقول إنه ليس من دين الإسلام ولا أخلاق المسلمين تنفيذ عمليات إرهابية، والإسلام لا يأمركم بقتل المسلمين بحجة محاربه الكفار. منذ نشأة القاعدة والعالم لا يعرف من هو عدوها لكنه يعرف أنها تمجد الغلو في الدين، وتحترف القتل (قتل المسلمين) وتنحاز إلى فكر متطرف تنسبه إلى الإسلام وتعمل على جذب السذج من الناس إلى هذا الفكر الذي وضع خطة لتشويه الإسلام باسم الإسلام. هذا (القاعدي) قاعد عن العمل والإنتاج، بعيد عن العلم، قريب من الجاهلية، ويريد أن ينتصر على من ينتج المعرفة، ويصنع الأسلحة، والأدوية، ووسائل النقل، ووسائل الاتصالات، والأقمار الصناعية، والأجهزة الطبية، وكل الوسائل والمخترعات الحديثة التي تخدم الإنسان بدون تمييز. هل هذا نوع من الانتحار؟ هل المعركة غير متكافئة؟ الإجابة تكمن في هجوم القاعدة على المستشفى وقتل الأبرياء العزل من المسلمين من أجل تطهير جزيرة العرب من المشركين كما تزعم القاعدة. هذا هو التكافؤ في منظور هذا التنظيم أو هذا الداء الخطير. وبمثل هذا الهجوم تنتصر القاعدة أو تشعر أنها انتصرت، وهى فعلاً تنتصر ولكن على الضعفاء كما تنتصر في تحقيق أهدافها نحو تشويه الإسلام، وتفشل فشلاً ذريعاً في ممارسة قيم السلام، والمحبة، والتسامح، والعمل المفيد للبشرية. تفشل في تقديم القيم الإسلامية الجميلة، وجذب الناس إلى الإسلام بأخلاق الإسلام. هذا الفشل هو فشل فكري وبالتالي فإن علاج هذا الداء هو علاج فكري إلى جانب الحلول الأمنية الضرورية لكن منابع الإرهاب ومنظريه ومناصريه هي مصدر هذا الداء ومنها يبدأ العلاج.