وصفت جامعة الدول العربية في اجتماعها الوزاري بالقاهرة أمس، التدخل الإيراني في المنطقة بأنه "تهديد للأمن والسلام الإقليمي"، مشددة على تضامنها الكامل مع المملكة العربية السعودية في أزمتها مع إيران التي لم تعد تتورع عن استخدام الطائفية للتدخل في شؤون الدول العربية. وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير: "إن المملكة تتصدى لمحاولات التدخل الإيرانية بكل جدية وحزم، والانتهاكات الإيرانية ضد المقار الدبلوماسية السعودية، جاءت بعد التصريحات العدوانية والتحريضية من كبار المسؤولين الإيرانيين"، لافتا إلى أن هذه الاعتداءات "انتهاك صارخ" للمواثيق والأعراف الدولية، وتعكس سلوك إيران في المنطقة العربية ومحاولاتها إثارة الطائفية وزعزعة الأمن والاستقرار". وأوضح الجبير في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، أن تجاوزات طهران تعكس بشكل واضح السلوك الذي تنتهجه في المنطقة العربية، والعبث بمقدراتها، والتدخل في شؤون دولها، وإثارة الفتن الطائفية والمذهبية بها، وزعزعة أمنها واستقرارها، وهو الأمر الذي حذرت منه قرارات الجامعة العربية مسبقا". وأضاف "التصدي لهذه التدخلات مسؤولية الجامعة العربية، في ظل أهدافها الرامية لحماية الأمة العربية، والحفاظ على الأمن القومي لدولها وشعوبها ومقدراتها". بدوره، أكد الأمين العام للجامعة، الدكتور نبيل العربي، في كلمته على ضرورة احترام طهران للقوانين والمواثيق الدولية، مشيرا إلى أنها تتحمل مسؤولية خرق الاتفاقات الدولية. وقال: "الاجتماع يستهدف تأكيد التضامن العربي التام مع السعودية في أزمتها مع إيران"، داعيا إلى عقد اجتماع وزاري عربي خاص لبحث العلاقات مع دول الجوار وصيانة الأمن القومي العربي. وأضاف "المنطقة لا تحتمل أي محاولات لإثارة الفتنة الطائفية وانتهاك سيادة الدول العربية، والأمر يستدعي اتخاذ موقف قوي لمنع إيران من اتباع تلك الممارسات الاستفزازية"، مشددا على ضرورة وقف تدخلها في شؤون البحرين. وقف التحريض شدد وزير خارجية الإمارات، الشيخ عبدالله بن زايد، على رفض أي محاولات للتدخل الإيراني في شؤون الدول العربية، وقال: "إن طهران قامت باعتداءات على السفارات والقنصليات خلال العقود الماضية، مما يشير لوجود رغبة في حدوث ذلك، أو إهمال متعمد، وعلى طهران الامتناع عن كل أعمال الاستفزاز والتحريض الطائفي التي تمس الأمن والاستقرار في الدول العربية"، وأضاف "ندين تصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين التي تمس الشؤون الداخلية للمنطقة العربية، وكذلك محاولاتهم التدخل في شؤون المملكة، والتعليق على تنفيذ أحكام القضاء بها، لأن تنفيذ الأحكام القضائية ضد المدانين هو حق سيادي أصيل لا يحق لأي دولة أخرى التدخل فيه، والرياض عازمة على دحر الإرهاب والتطرف، والتصدي لأي محاولات للعبث بأمن البلاد". واختتم بالقول: "إن التدخل الإيراني في المنطقة يمثل تهديدا للأمن والسلام الإقليمي، وطهران لا تتورع عن استخدام الطائفية للتدخل في شؤون دول المنطقة". حمل الملف للأمم المتحدة أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري، رفض بلاده بشكل تام ما صدر عن المسؤولين الإيرانيين من تهديدات للمملكة، لقيامها بإنفاذ قوانينها الداخلية على مواطن سعودي، من بين آخرين، لمجرد أنه ينتمي إلى الطائفة الشيعية، مشيرا إلى أن التدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية أسهمت بشكل كبير فيما آلت إليه الأوضاع المتدهورة بالمنطقة، ومن تنام لمساحة الحركة المتاحة للاعبين خارجين عن القانون، منهم الميلشيات المسلحة والقوى الطائفية. وقال في كلمته أمام الاجتماع: "على ضوء ما نتمتع به من وحدة التاريخ والمصير والمستقبل، فإننا في مصر نقف إلى جانب السعودية وإخوتنا في الخليج العربي وقفة صلبة، مؤمنين بقدرتنا كعرب، إذا تعاضدنا، حقا على دعم بعضنا بعضا، لمواجهة تحدياتنا المشتركة"، وطالب أمين عام جامعة الدول العربية، باعتبار مصر رئيسة القمة، بأن يحمل موقف الدول العربية إلى الأمم المتحدة خلال زيارته في الأيام القليلة المقبلة.