عقدت في مسرح جناح العلوم السلوكية، في مدينة الشيخ خليفة الطبية بإدارة كليفلاند كلينيك في أبوظبي، أمس الثلاثاء، محاضرة عامة تناول فيها خبراء من الوسط الطبي التأثيرات النفسية والاجتماعية والثقافية والجسدية للإنترنت. وتأتي هذه المحاضرة في سياق المحاضرات التوعوية الشهرية المتواصلة في مجال الصحة النفسية، التي تعقدها المدينة الطبية لتوعية المجتمع المحلي في أبوظبي، وتهدف إلى المساعدة على رفع الوعي حيال الآثار التي تتركها التطورات الحديثة في عالم الإنترنت والاتصال الرقمي في حياة الأفراد والمجتمعات. ويرى أطباء مختصون في المدينة أن لإدمان الإنترنت آثاراً جسدية ونفسية ضارة، بينها اضطرابات النوم وضعف التركيز على التعلّم والعمل وقلّة الاهتمام بممارسة الرياضة أو الاستمتاع بالهوايات. ورأى الدكتور فيصل النويس، مختص الأمراض النفسية بمدينة الشيخ خليفة الطبية والمشارك في تقديم المحاضرة، أن الاستخدام القهري للإنترنت والإدمان عليها حالة خطرة لا تزال في ازدياد خاصة بين الشباب، بالرغم من أن ظهور الإنترنت قد بشّر بعهد جديد من الاتصال والتواصل، مؤكّداً أهمية التعرف إلى علامات الإدمان وتقليل تبعاته السلبية في حياة المرء أو إزالتها. وقال الدكتور النويس: هناك أدلة على أن مدمني الإنترنت يؤدّون وظائفهم بالطريقة نفسها التي يتبعها المدمنون على المخدرات أو الكحول، ما يؤدي إلى ضعف عام في جميع مناحي الحياة، سواء الأكاديمية أو الاجتماعية أو المهنية، فنحن نريد من الآباء أن يكونوا على بيّنة بالمخاطر المرتبطة بالاستخدام المفرط للإنترنت. من جانبه، اتفق الأخصائي النفسي الدكتور ناصر الريامي، الذي شارك الدكتور النويس في تقديم المحاضرة، مع ما جاء به زميله، مشيراً إلى أن هناك خيارات علاجية ومساعدة طبية متاحة لأولئك المدمنين على الإنترنت، كسائر المدمنين، وحثّ الريامي أفراد المجتمع على طلب المساعدة إذا كانت علامات الإدمان تظهر عليهم أو على أحد أفراد أُسرهم أو أصدقائهم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المحاضرة تأتي في سياق برنامج التوعية بالصحة النفسية، الذي كانت مدينة الشيخ خليفة الطبية قد أطلقته في مارس/آذار 2010، ويشتمل على سلسلة محاضرات شهرية تُلقى بلغة عربية بسيطة بهدف زيادة وعي المجتمع المحلي في أبوظبي حيال عدد من المسائل والقضايا ذات الصلة بالصحة النفسية والعقلية والسلامة الاجتماعية.