×
محافظة المنطقة الشرقية

القصاص من سعودي قتل آخر بطلقات نارية في الدمام

صورة الخبر

علقت لوحة عند مدخل منجم كيلينغلي كتب عليها بفخر أفضل عمال المناجم البريطانيين يعملون هنا، إلا أنهم أيضاً آخر العاملين في هذا القطاع الذي طبع بعمق التاريخ الاقتصادي والاجتماعي في بريطانيا. فقد طويت الجمعة الماضي صفحة من تاريخ بريطانيا في هذه المنطقة التي يلفها الضباب في شمال يوركشر مع إقفال منجم كيلينغلي للفحم وهو الأخير الذي كان لا يزال يشهد نشاطاً في البلاد، بعد خمسين عاماً من وضعه في الخدمة. ويقول توني كارتر (52 عاماً) الذي كان أحد 450 عاملاً ينزلون يومياً إلى عمق 800 متر تحت الأرض: أشعر بالقرف شأني في ذلك شأن الجميع. لقد ولت حقبة. نحن كتبنا التاريخ نحن آخر منجم عميق في انجلترا. لقد قامت بلادنا على الفحم، الثورة الصناعية. فكما في مناطق أوروبية أخرى، سيصبح عمال المناجم والمداخن التي تعلو الموقع وحركة الشاحنات المتواصلة قريباً جداً مجرد ذكرى. لكن إلى جانب المنعطف الاقتصادي الذي تشكله هذه الخطوة، يرى كثيرون في المنطقة أن الإغلاق يعلن نهاية نمط حياة عائلي في حين أن أجيالاً كاملة من عمال المناجم توالت على المنجم المعروف باسم بيع كاي. ويقول توني كارتر والدي كان عامل مناجم. وأغلبية الأشخاص هنا كان آباؤهم عمال مناجم أيضاً. هذا إرثنا. من العار فعلاً إغلاق المنجم. ويؤكد كيفن باتلر من جمعية عمال المناجم في بلدة نوتينغلي المجاورة وقد اغرورقت عيناه بالدموع إنها مدينة قديمة، إنها مدينة عمال مناجم. العمال يريدون العمل لا يريدون الحصول على تعويضات بطالة لا يريدون علاوات. إنهم يقضون على هذه المدينة. وعندما علم باتلر بأن منجم كيلينغلي سيقفل أبوابه قرر الانتقال إلى أستراليا بحثاً عن عمل. إلا أن الجميع لن يحالفهم الحظ. فأغلبية عمال كيلينغلي بدأوا العمل في سن الخامسة عشرة ولا يعرفون ما عساهم يفعلون غير ذلك. اما كيث بولسون المسؤول في الفرع المحلي للنقابة الوطنية لعمال المناجم، فيتملكه شعور بالحزن والمرارة والاستياء. ويقول إنه لأمر مغيظ فعلاً أن ندير ظهورنا لمنجم مربح بكل بساطة، لقطاع لدينا فيه يد عاملة مؤهلة (..). ويشدد عامل المناجم السابق هذا، شأنه في ذلك شأن آخرين، على غرابة الوضع في وقت تحيط بالمنجم ثلاث محطات توليد كهرباء منها محطة داكس على بعد كيلومترات قليلة التي تعتبر المحطة الرئيسية العاملة على الفحم في بريطانيا والتي تنتج 7 إلى 8 % من حاجات البلاد من الكهرباء. ويتابع قائلاً لدينا مخزونات من الفحم تكفي لعشرين عاماً جاهزة لنزود بها دراكس لكن لسبب ما بتنا لا نحتاج إلى الفحم البريطاني. ويضيف ستسمر محطة دراكس بالعمل على الفحم لعشر سنوات مقبلة وأكثر ربما. ا ف ب مرحلة انتقالية في الطاقة الفحم لم يعد يحظى بالدعم مع اعتماد مرحلة انتقالية في مجال الطاقة، إذ إن احتراقه يخلف انبعاثات كبيرة من الغازات المسببة لمفعول الدفيئة. فقد أعلنت الحكومة البريطانية نهاية نوفمبر/تشرين الثاني أنها تنوي بحلول العام 2025 إقفال المحطات العاملة على الفحم الأكثر تلويثاً. وستواصل محطة دراكس وحدها بين المحطات الثلاث المحيطة بالمنجم نشاطها بعد العام 2016. وقد ساهمت في القضاء على القطاع كذلك، الواردات الأدنى سعراً الآتية من الخارج، ولا سيما من روسيا وكولومبيا، فضلاً عن مضاعفة ضريبة الكربون. ويرى كيث بولسون أن عمال المناجم يقعون بذلك ضحية الصناعيين وهامش ربحهم والضرائب الحكومية، في حين أن تكلفة الفحم لم تزد كثيراً خلال العقود الأخيرة. ورغم شعورهم بأنه يتم التخلي عنهم، يحتفظ عمال المناجم في كيلينغلي بذكريات جميلة لمحطات عاشوها معاً عززت أواصر الصداقة والمساعدة المتبادلة. ويؤكد توني كارتر لقد عشقت كل دقيقة أمضيتها في عملي، كانت مجموعة رائعة من الناس، لن تجدوا أشخاصاً أفضل من عمال المناجم مشدداً على أنهم أناس يتمتعون بالصلابة في عملهم الذي يقومون به في ظروف شاقة.