تقاس المجتمعات المتحضرة بتقبلها للآخر وتعامل الناس بسواسية على مبدأ جوهري هو الإنسان أولاً، وهذه السمة التي جعلت من المجتمعات الغربية مكاناً للهجرة والاستقرار لرقيها على الرغم من وجود بعض التجاوزات التي تحدث في نطاق ضيق. القضية التي أثارتها نوال هوساوي عندما وصفتها سيدة أخرى بالعبدة وقامت بتصعيد الموضوع لدى الشرطة والمحكمة لأخذ حقها ضد العنصرية البغيضة والتمييز الذي حصل لها بسبب لون البشرة السوداء كانت حجر الزاوية .. هوساوي بقضيتها هذه طرقت ذكرى المرأة السوداء روزا باركيس أشهر سيدة في العالم عندما قالت «لا» ورفضت أن تترك المقعد لرجل أبيض منهية بذلك تاريخاً من العنصرية البغيضة التي كانت تجتاح الولايات المتحدة.. في أستراليا كونها بلد الهجرة ونسبة السكان الأصليين لا تتجاوز 2% تم تأسيس إدارة تسمى «ضد العنصرية»، ودورها مهم في محاربة أي نوع من التمييز أو المحاباة وبالتأكيد لن تقضي على جميع الممارسات العنصرية ولكن سوف تحُدُّ منها وستكون رادعاً. إن وجود هيئة أو إدارة مستقلة تصدر نظاماً صارماً ونافذاً ضد الذين يمارسون العنصرية والتمييز مطلب ضروري في زمن أصبحت الشتائم تُساق بالمجان خصوصاً في زمن تويتر الذي لا يترك شاردة ولا واردة إلا رصدها .. نحن بحاجة إلى هذا النظام مع تفعيل دور الأسرة والمجتمع ومؤسسات التعليم بأهمية احترام الآخر فالبعض لا يزال يردد عبارات العبدة وطرش البحر وخط 110 دون رادع أو حتى على الأقل اعتذار!