صورة نشرها صديق الفيس بوك الأستاذ عادل محمد عبده لنفسه وهو يغير أحد الأفياش في البيت للنظام الثلاثي الجديد المُعتمد أخيراً في المملكة. الصورة أثارت في نفسي فكرة وأرجعتني إلى صورة لي منذ ما يُقارب 30 سنة ماضية حين كنت أبني فيلتي في الرياض، وكنت في أحد الأيام أقف على سلم وأقوم بتركيب فوانيس السور... فحضر سائق مكتبي وسأل عني فقادوه الى حيث أعمل، فلم يصدق أن وكيل الوزارة الذي يأخذه يوميا إلى المكتب من المنزل مرتدياً "الكشخة" الرسمية الكاملة يقف فوق السور مرتدياً "أوفرهول"، ويعمل بيديه، فخجل وعرض مساعدتي. *** الصورة السابقة تقودني الى استدعاء منظر الباشا في فيلم (غزل البنات) المشهور الذي شاهدته طفلاً ولا أملُّ من مشاهدته حين يُعرض على الشاشة للمرة المائة، حيث يبدأ الفيلم والباشا (سليمان نجيب) يقف على سلم في الحديقة بملابس متواضعة يشذب أغصان إحدى الاشجار حين يخبره مرزوق (عبدالوارث عسر)، الشمشرجي الخاص، بأن ابنته ليلى (ليلى مراد) رسبت في اللغة العربية، ليقرر أن يحضر لها الأستاذ حمام (نجيب الريحاني) مدرس اللغة العربية الفقير لتهيئتها للنجاح في الملحق ..الخ. فلما دخل الباشا على المُدرس على تلك الهيئة ظن المُدرس أن الباشا أحد الخدم فكان الموقف المشهور الذي انتهي بجملة: "مرزوق أفندي أديله حاجة .. مرزوق أفندي ما تديلوش حاجة"!! *** العبرة التي خرجت بها، والتي قادتني إلى المداخلة مع الصديق عادل عبده على صفحته في الفيس بوك وطرح فكرة أجدها اليوم أكثر أهمية من كل وقت مضى، هي ضرورة إدخال مادة في المناهج الدراسية لأبنائنا لتعليم الصيانة الأساسية في البيت تعطي الطالب والطالبة، رجل وفتاة المستقبل، فكرة عن كل ما يتعلق بالمنزل من أعمال بسيطة لا تستدعي استدعاء عامل للقيام بها. وذلك في شتى الأعمال مثل السباكة والكهرباء والنجارة والتنظيف .. الخ. علماً بأنني شخصياً لا أستدعي عاملاً الا في الأمور المعقدة.فقد تعلمت من والدي – رحمه الله – مساعدته في مثل هذه الأمور، وحتى أنه عندما كبر سنه وأصبحت يداه تهتزان عند قيامه بمثل تلك الأعمال في البيت آخذ عنه المُهمة وأجبره على الراحة. *** وللعلم فإن هذه الفكرة وجدت أنه سبق وأن قال بها منذ سنوات أستاذنا عبدالعزيز المحمد الذكير في مقال له في جريدة الرياض بتاريخ 25 اكتوبر 2009،بعنوان: (الصيانة المنزلية). فقد أقترح الذكير"إدخال مادة إجبارية تبدأ من الصفوف المتوسطة، ولنسمّها "الصيانة المنزلية"، (يتعلم الطالب من خلالها) شيئاً نافعاً يُغنيه وأهله عن حاجة دخول الأغراب إلى أركان وزوايا المنزل من أجل عمل بسيط، آمن وسهل. وتوفير المال".وقد توقع الزميل عبدالعزيز الذكير أن اقتراحه سوف لا يجد الكثير من القبول. وربما وجد بعض التشجيع، أو على الأقل إبقاؤه في دائرة التفكير.وظروف بلادنا اليوم مع العمالة تجعل من هذا الاقتراح ضرورة أكثر منه في أي وقت مضى. وقد قال أجدادنا في الأمثال: "مهنة في اليد أمان من الفقر"، و ... "حمارتك العرجة تغنيك عن سؤال اللئيم". • نافذة صغيرة: [[الكثير منا في هذه البلاد لا يعرف حتى نوعية المواد التي يجلبها السباك أو الكهربائي إلى منزله، ولا قدرتها ولا أثمانها ولا عمرها. وثقوا أن مصاريف عائلية كبيرة تدفعها الأسر مقابل مواد وقطع للجهاز العاطل مقلدة أو مُعاد استعمالها. ولن يتّضح هذا الغش للناظر العادي إلا بعد أن تتكرر المشكلة أو تحدث كارثة أو ضرر.]] عبد العزيز المحمد الذكير nafezah@yahoo.com nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain