اكتمل حضور المدعوين للّقاء الأسبوعي في قصر الحكم في مدينة الرياض، وهو اللقاء الذي يحرص عليه سمو الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وسمو نائبه الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز وذلك كل ثلاثاء للتواصل مع فئات متعددة من أبناء المنطقة والاستماع إلى مطالبهم ومقترحاتهم. كان اللقاء مع سموه الأسبوع الماضي لقاء إعلامياً بكل ما تعنيه الكلمة حيث شرُفْت مع زميلي معالي الأستاذ عبدالله الحسين رئيس هيئة وكالة الأنباء السعودية بأن نكون في مقدمة المدعوين برفقة عدد من مساعدينا وزملائنا في الهيئتين. في مثل هذه اللقاءات جرت العادة أن يقتصر الحديث على كلمات الترحيب بالمدعوين وبعض الحوارات العامة والاستماع إلى بعض المطالب ثم الانتقال إلى مائدة الغداء قبل المغادرة. تغير الانطباع واختلفت الصورة لدي، ورأيت في حديث الأمير خالد للحضور حكمة ومهارة في إدارة أمور منطقة الرياض وتصريف شؤونها إضافة إلى ما يتحلى به سموه من رؤى ومشاهدات في الإعلام وقضاياه. بدأ سموه كلمته بالتأكيد على الأهمية البالغة التي تحظى بها وسائل الإعلام في عصرنا الحاضر وما تقوم به من دور فاعل في رقي الأمم، وربط سموه في هذا الشأن بين ما يقوم به المسؤولون من جهود وما يمكن لوسائل الإعلام أن تقوم به في التعريف بهذه الجهود ونقل صورة واقعية لما تشهده هذه البلاد وما يعرفه عنها الآخرون في الخارج، وسموه بهذا الطرح يشير إلى أن المسؤولية مشتركة بين من يدير شؤون البلاد على نحو متكامل ويحاول خدمة المواطن وإبراز ذلك لمن هم في الخارج، وبين رجل الإعلام، فكلما كانت الجهود موفقة وصائبة كلما عكست الوسيلة الإعلامية صورة مشرقة وصادقة. السياسة الإعلامية للمملكة تحمل في طياتها العديد من التوجهات والمرتكزات، ومن هنا جاء تأكيد سموه خلال اللقاء على أن هذه السياسة، وبتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده تقوم في منهجها على العقيدة الإسلامية. السمحة، إضافة إلى ما لدينا من عادات وتقاليد وأصالة نفخر بها. وفي ظل التيارات والتوجهات العقدية والمذهبية وانتشار التطرف والغلو أعاد سموه إلى الأذهان حرص هذه البلاد وفخرها واعتزازها بتمسكها بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم متخذة من الوسطية شعاراً لها مشيراً سموه في هذا التوجه إلى الدور البارز الذي ينبغي على وسائل الإعلام تبنيه لنقل الصورة الصحيحة والواقعية لهذه البلاد في كافة المجالات. لقد أدرك سمو الأمير خالد بن بندر التوسع والتطور الذي شهدته وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة، وكيف أن هذا الكم من الوسائل يتطلب حسن الاختيار من جمهور المتلقين، ومن هنا جاء طلب سموه بأن نكون أكثر حرصاً على السرعة في إيراد الخبر، ولكن ليس على حساب المصداقية والدقة في المعلومة. وسموه بتأكيده على مثل هذه الأمور يدرك أهمية ثقة المتلقي في الوسيلة، وأنه لا بد من قيام علاقة تكاملية بينهما تقوم على الثقة المتبادلة وتلمس احتياجات كل طرف. اختتم سمو أمير منطقة الرياض كلمته ووجدتني في وضع لا أُحسد عليه، أمام إعلامي من الطراز الأول، ولم أجد في كلمتي التعقيبية ما أضيفه سوى شكري لسموه وسمو نائبه على الدعوة الكريمة، والتأكيد على ما أشار إليه سموه من رؤى ومشاهدات إعلامية من الطراز الأول.