في ليلة حائلية على نغمات "يا علي" الأغنية الشعبية الشهيرة التي شدا بها سلامة العبد الله، كرمت "ثقافة حائل" الفنان الشعبي بعد تسعة أعوام من رحيله، من خلال استذكار ماضيه الجميل لتعود للواجهة مجددا سطوة الطرب الشعبي على خشبة مسرح الأمير فيصل بن فهد الثقافي من خلال تخصيص ليلة كاملة لاستذكار أجمل وأغاني الفنان الشعبي. وجاءت تلك الليلة الحائلية بشعار"ليلة وفاء وتكريم" وخصصت الليلة كاملة للحديث عن الفنان سلامة العبد الله قبل أن تختتم الأمسية بتقديم الفنان عبد المجيد الفهاد مشرف لجنة الفنون الموسيقية بتقديم أكثر من عشر أغنيات، غناها الراحل في مشواره الفني. وبرز الفنان سلامة العبد الله المولود في حائل عام 1367، في نهاية السبعينيات الميلادية، قبل أن ينشئ شركة فنية في القاهرة باسم شركة "هتاف"، وأعاد إنتاج أعماله من خلالها، وأسهم في عدة أوبريتات في مهرجان الجنادرية التراثي في السعودية لعدة سنوات، ثم اعتزل الجمهور حتى عام 1998، إذ أحيا مهرجانا غنائيا أقامته منطقة حائل أثناء زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز لها في 1418 هـ. وعاد الفنان ثانية لمصافحة جمهوره تحت سماء المدينة التي خرج منها قديما، وبعدها بسنتين شارك سلامة العبد الله في مهرجان الدوحة الغنائي، وكانت تلك المشاركة بمثابة قطرة الوفاء البسيطة التي يقدمها الوسط الغنائي الخليجي لهذا الفنان القدير، وأسهم العبد الله كعنصر فاعل في تقديم الأغنية الشعبية على مدار 40 عاما تقريبا. وبوجوه يعلو تقاسيمها الحزن حضر الأمسية التكريمية التي نظمتها ثقافة حائل للفنان سلامة العبد الله أكثر من 100 شخصية. وأوضح محمد الرويس مشرف المقهى الثقافي في "ثقافة حائل"، أن سلامة العبد الله واحد من الأسماء المهمة التي رسخت في أذهان جماهير الأغنية السعودية طوال مدة استمراره في الفن، إذ حافظ طوال مسيرته الفنية على لونه الجميل وأسلوبه في الغناء، مبينا أن الراحل عرفته جماهير التلفزيون السعودي بأغنيته الشهيرة "يا علي". وأشار إلى أن الفنان سلامة العبد الله بدأ حياته الفنية في نهاية السبعينيات الميلادية وأسس أول شركة إنتاج فنية "هتاف" وحاول من خلالها تقديم أعماله القديمة بأسلوب فني معاصر لكنه لم ينجح في هذا الأمر وأعلن بعد ذلك اعتزاله. وأضاف: ما يميز سلامة العبد الله عن غيره من الفنانين عفة نفسه وكرمه وأسلوبه الشيق في الحديث فلم يكن يهوى المشاجرات ولا المشاحنات، ولذلك ظلت علاقته بزملائه على أفضل ما يرام، وبكاه تلاميذه أمثال سعد جمعة ومحمد السليمان وغيرهما بكاء مراً وتأثروا برحيله كثيرا. وأردف الرويس قائلاً "إن سلامة العبد الله قال في آخر حياته: لم يعد للفن الأصيل مكان في هذا الوقت، البحث عن الشهرة والأضواء وزيادة الأرباح المادية الضخمة هو ما يتمناه مطربو هذه الأيام". وعاتب الرويس المسؤولين "كنت أتمنى أن يلقى هذا الجانب من الفن والبعيد عن الأضواء مجالاً ليتنفس من خلاله الصعداء على الأقل في جمعية الثقافة والفنون التي تهتم بالفنون الشعبية وتقديمه بصورته الحقيقية وتكرم مبدعينا كما حدث مع الراحل طلال مداح ولكن في حياتهم لا بعد أن يموتوا ويغيبوا عنا". وشارك الشاعر بندر الصمعان التكريم بإلقاء قصيدة للشاعر عثمان المجراد أحد أبرز شعراء الأغنية الشعبية في الخليج. وافتتح الفنان عبد المجيد الفهاد مشرف لجنة الفنون الموسيقية في "ثقافة حائل" الليلة التكريمية بأكثر من عشر أغنيات، من الأغاني التي غناها الراحل سلامة العبد الله ـــ رحمه الله ـــ على خشبة المسرح، ثم خضير الشريهي مدير "ثقافة حائل" والفنان عبد المجيد الفهاد المشاركون في الليلة الحائلية، وحضر الأمسية نخبة من المثقفين ومحبي الفنان الراحل.