أعلن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أمس، ترشيحه بن علي يلديريم، وزير المواصلات والملاحة البحرية والاتصالات، لرئاسة الحزب، وتولي منصب رئيس الوزراء خلفاً لرئيس الوزراء الحالي المتنحي أحمد داود أوغلو. وأعلن الناطق باسم الحزب عمر جاليك القرار في ختام اجتماع اللجنة التنفيذية لحزب العدالة والتنمية أمس. وأوضح أن يلديريم سينتخب رسمياً رئيساً للحزب خلال مؤتمر طارئ يعقد يوم الأحد المقبل، على أن يكلفه الرئيس رجب طيب أردوغان لاحقاً مهمة تشكيل حكومة جديدة. وشكّل يلديريم، وهو أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية، القوة الدافعة وراء عدد من أهم مشاريع البنية التحتية في تركيا التي شكلت واحدة من دعامات نجاح الحزب انتخابياً خلال العقد الأول من توليه السلطة. كما ينظر إلى يلديريم على أنه سيدعم على الأرجح مساعي أردوغان لتعديل الدستور لوضع نظام رئاسي، في خطوة يقول معارضون إنها ستؤدي إلى مزيد من الاستئثار بالسلطة، كما سيدعم تصميم الرئيس التركي على استخدام القوة لسحق المتمردين في جنوب شرقي تركيا ذي الغالبية الكردية. تناغم تام وقال يلديريم، في مؤتمر صحافي في أنقرة: سنبذل كل ما بوسعنا عبر العمل بتناغم تام بشكل أساسي مع رئيسنا المؤسس وزعيمنا ثم مع زملائنا من جميع صفوف حزبنا لتحقيق أهداف تركيا العظيمة. وأضاف أنه سيسافر إلى ديار بكر - أكبر مدن جنوب شرقي البلاد - بعد ترشيحه لزيارة موقع انفجار أسفر عن مقتل 16 شخصاً في الأسبوع الماضي. وأضاف: أود أن أقول لأمتنا قبل المغادرة إلى ديار بكر حيث سأشارك مواطنينا الذين ذبحوا هناك حزنهم: يا أمتي لا تقلقي، سنحذف خطر الإرهاب هذا من جدول أعمال تركيا. وقالت مصادر من الحزب إن التشكيل الوزاري الجديد قد يعلن يوم الاثنين على أقرب تقدير. ويترقب المستثمرون أي تغيير في الفريق الاقتصادي الحكومي، لا سيما إذا كان نائب رئيس الوزراء محمد شيمشك الذي يحظى بثقة المستثمرين سيبقى في منصبه. رجل أردوغان وولد يلديريم في منطقة إرزينكان بشرقي البلاد عام 1955، وطالما تردد اسمه كزعيم محتمل للحزب. وبدأ اسمه يبرز مجدداً مع ظهور مؤشرات إلى التوتر بين أردوغان وداود أوغلو. وتعود صلات يلديريم بأردوغان إلى التسعينيات عندما كان مسؤولاً عن شركة للعبّارات السريعة في إسطنبول، في الفترة التي كان فيها أردوغان رئيساً لبلدية المدينة. ويحمل يلديريم شهادة في بناء السفن والعلوم البحرية. وكان يلديريم بين مؤسسي حزب العدالة والتنمية الذي شكّله أردوغان عام 2001، وانتخب نائباً عن إسطنبول في نوفمبر 2002، عندما فاز الحزب بأول انتخابات له. وعيّن وزيراً للنقل والملاحة والاتصالات، وهو منصب شغله منذ ذلك الحين على نحو شبه متواصل في الحكومات المتعاقبة.