×
محافظة المنطقة الشرقية

«الدفاع»: لا صحة لاشتباكات مسلحة بين الجيش الكويتي والميليشيات الحوثية - محليات

صورة الخبر

في نهاية سبتمبر الماضي، بدأت روسيا شن مجموعة من الضربات الجوية في سوريا للتصدي للجماعات الإرهابية. وتعتبر هذه الضربات الجوية أكبر تدخل في الشرق الأوسط خلال عقود. وحولت هذه الانطلاقة العسكرية غير المتوقعة إلى سوريا الحرب الأهلية هناك إلى صراع أميركي روسي بالوكالة.. ورفعت من مخاطر المواجهة المستمرة بين موسكو وواشنطن. ونجحت أيضاً في تحويل الانتباه عن زعزعة الاستقرار في أوكرانيا، جاعلة من غير الممكن للغرب مواصلة عزل الكرملين. وتعتبر روسيا اليوم لاعباً رئيساً في الأزمة السورية، وسيتوجب على الولايات المتحدة أن تجد طريقة للتعامل معها. الغارات الروسية ومجدداً أخذت واشنطن على غرة، على غرار ما حدث في مارس عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، وبدأت بدعم الانفصاليين المؤيدين لها، الذين يقاتلون القوات الأوكرانية شرقي أوكرانيا. وعلى الرغم من جميع المشكلات الروسية الداخلية، مثل الاقتصاد المنكمش وانخفاض عدد السكان والمعدلات العالية لهروب رؤوس الأموال وهجرة الأدمغة، فقد أظهرت قدراً غير متوقع من القوة، ليس في جوارها فقط بل أبعد من ذلك أيضاً. الرئيس الأميركي باراك أوباما قد يشير إلى روسيا على اعتبار أنها قوة إقليمية، إلا أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يوضح أنها تعتزم مجدداً أن تقبل كلاعب عالمي.. وأن تؤدي دوراً في كل قرار دولي رئيسي.لماذا كانت واشنطن بطيئة جداً في فهم الواقع الروسي الجديد؟ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يبق أجندته طي الخفاء. ففي فبراير من عام 2007، على سبيل المثال، ألقى بنقد لاذع بشأن السياسة الأميركية الخارجية في مؤتمر ميونيخ للأمن. وحذر قائلاً: دولة واحدة، وبالطبع أولاً وقبل كل شيء الولايات المتحدةk تجاوزت حدودها الوطنية بكل الطرق. ومنذ ذلك الوقت تعهدت روسيا مرات لا حصر لها بأن تحل محل ما ترى أنه نظام عالمي قمعي تقوده الولايات المتحدة نظاماً يحترم فيه الغرب المصالح الروسية. وحرب روسيا وجورجيا في أغسطس عام 2008 أشارت إلى استعداد موسكو لاستخدام القوة لمنع جيرانها من الانجراف نحو الغرب والتأكيد على نفوذها في المناطق التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي. إلا أن الولايات المتحدة وحلفاءها أساؤوا مراراً وتكراراً تقدير تصميم روسيا على قلب النظام العالمي . فيما تمضي الولايات المتحدة نحو الانتخابات الرئاسية، فإنها تواجه تحديين مركزيين في تقرير كيفية التعامل مع روسيا، فهي أولاً بحاجة إلى تحديد طبيعة أهداف روسيا في سوريا وأوكرانيا، وثانياً لأن روسيا تعتمد على نظام سياسي شخصي إلى حد بعيد، فإن أوباما ومن سيعقبونه في البيت الأبيض يحتاجون إلى تقرير كيف سيديرون العلاقات مع بوتين. بالنسبة إلى ما تبقى من ولاية أوباما الثانية، فإن التوتر بشأن سوريا وأوكرانيا سيسيطر على العلاقات الروسية الأميركية. وأفضل ما يمكن تحقيقه في أوكرانيا في العهد القريب هو صراع مجمد. ترتيب العلاقات منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، حاول أربعة رؤساء أميركيون إعادة ترتيب العلاقات مع روسيا وإيجاد طريقة مفيدة أكثر للتفاعل مع موسكو، وفشلت كل محاولة في هذا الصدد. ويتوجب على الولايات المتحدة أن تتعامل مع روسيا كما هي، وليس كما ترغب هي أن تكون. وفي الحقيقة، فبالنسبة إلى المستقبل المنظور فإن واشنطن يجب أن تتوقع أن العلاقات الأميركية الروسية يجب أن تحدد على أساس التوتر والتضاد وليس على أساس التعاون. ولا يتوجب على الرئيس الأميركي المقبل أن يحاول القيام بإعادة ترتيب أخرى. بل يجب أن يعمل مع روسيا في القضايا التي تتشارك فيها موسكو وواشنطن الأهداف المعروفة في سوريا وفي مناطق أخرى من العالم. ويتوجب على الرئيس المقبل أن يعرف المصالح الأميركية بوضوح.. وأن يدافع عنها، وأن يقبل أنه طالما واصل الكرملين توصيف الولايات المتحدة على أنها العدو الرئيسي الذي كرس نفسه لإضعاف روسيا التي تعتبر المصدر الرئيسي لجميع مشكلاتها، فإن العمل المشترك على أساس الأهداف المشتركة سيكون مهزوزاً وصعب المنال.