تعد رعاية الشباب وتطوير قدراتهم هدفاً أولياً وبعداً استراتيجياً تسعى لتحقيقه كل الدول التي تخطو بفكر ثاقب نحو التنمية لتكون في الطريق الصحيح للاصطفاف بجوار دول العالم الأول ومملكتنا الحبيبة بثقلها الاستراتيجي تحمل الهمّ ذاته، ولا عجب أن أولت لهذا القطاع المهم قائداً عرّاباً سبق له سبر أغوار إدارة الأندية ومخَالطة شبابها ومعرفة سلبياتها وإيجابياتها ونقاط قوتها وضعفها، فأُعطي الضوء الأخضر لينهض بحول الله بهذه الفئة العريضة التي تتهددها أخطار يأتي من أهمها الفراغ والإحباط بالإضافة إلى العقبات الفنيّة على صعيد الألعاب والملاعب. بدأ الرجل الشبابي بتجويد الأصول من الإمكانات البشرية عبر برامج التدريب ثم أعطى محاضن الشباب المغمورة في المدن الصغيرة مقاعد إلى جواره ليسمع ويرى ما يدور في المربعات النائية وكيف تصبح فروعاً منتجة على طريقة «الفرنشايز» ليكون إنتاج هذه الصناعهة الرياضية مثمراً يمطر الإنجاز أنّى شاء بإذن ربه. لم يعد الفوز بالثلاث نقاط همّاً مؤرقاً للرئيس العام لرعاية الشباب فها هو قد أبعد المرمى القريب وزاد مسافات الركض ولا شك أنه قد أنهك اللاعبين معه في خوض التحديات الجسيمة، لكن ها هي المؤشرات تتوالى لتنبئ عن صناعة رجال أقوياء داخل هذا المضمار الضخم وأول الغيث قطرة وأعني بها استشهاداً لا حصراً استقرار الأخضر الكبير وعودة الانضباط في المسابقات الكروية عبر معاقبة أي شخص كان وكذلك انتعاش مدن كالأفلاج وعنيزة وأبها بمهرجانات شبابية ذات محتوى تدريبي جاذب شهدته الأشهر القليلة المنصرمة وكان أبطالها شباب القرى والمدن وهم من يصحّ أن نطلق عليهم مصطلح «المستفيدون الجدد». ما دعاني لهذا الاستهلال الشمولي كان حديثاً يشبه الاستجواب الصحافي دار رحاه بيني وبين نائب رئيس نادي السروات -بمحافظة النماص- الأستاذ صالح بن رداد حين التقيته خارجاً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب بعد زيارة خاصة للرئيس العام في العاصمة الرياض قبل ثلاثة أشهر، وبينما كنت وصاحبي في طريقنا للغداء استمعت إلى الوعود المبشرة التي خرج بها من اللقاء وقبل أن نصل إلى المطعم كان الاتصال من العاملين بمكتب سموّه يطلبون رقم الحساب البنكي للنادي والسجل التجاري وأوراقًا أخرى لإيداع مبلغ مالي وإرسال حافلة للنادي كتجاوب فوري وترحيل يومي للأعمال باتجاه الأعلى. التقاول بالباطن والمشاريع المتعثرة وكذلك البند لا يسمح باتت من نسج الماضي في هذه المؤسسة الفتيّة، فالداخل والخارج في نفس اليوم يُنجَز ويجدول وينتهي بكل بساطة فالأمير لم يعد اختراع العجلة ولكنه أدار دفة العمل على طريقته في أعماله التجارية الناجحة وبحزم حكومي يحاكي أهمية المرحلة فالأمير هنا يريد أن يكون الوطن هو الرابح باستثمار آمن وواعد اسمه شباب المملكة. يضيف صاحبي: دخلت وكلي إصرار على أن أنقل كافة الاحتياجات التي تنقصنا في النادي الذي يخدم شريحة كبيرة من أبناء المحافظة والمراكز التابعة لها من حدود محافظة سبت العلايا إلى محافظة بيشة حتى منطقة عسير شمالاً وكلي رجاءً بتحسن الظروف في هذه الزيارة الخاطفة لاسيما أن المقر من الفئة المستأجرة والديون ككل الأندية تلاحقنا ونحن عاجزون تماماً بهذه الحالة على الإيفاء بمتطلبات الشباب في المنطقة، فلما أقبلت على الأمير أجلسني ومن معي من مسؤولي أندية الدرجتين الثانية والثالثة بين وكلاء الرئاسة وقال لنا هات ما عندكم، فَلَمَّا فرغنا قال الأمير للمسؤولين بجواره هاتوا برهانكم فلما استيقن أن الأمر كذلك وأن نادينا ممن يستحق الإدراج لجملة المشاريع التطويرية أمر بشكل حاسم أن تشملنا خطة الموازنة لهذا العام. هذه القصة الإيجابية ليست عادية لكن قد يخجل بعض الكتاب من إيراد أمثالها في عموده الصحافي عندما تقع من وزراء ومسؤولين آخرين خوفاً من تهمة التملق والنفاق الاجتماعي فيُخرس حرفه عن قول الحق عمداً وقد يخشى بعضهم الأكثر حيطة من أن تكون مثل هذه الكتابات في سياق اللمز والتعريض بعمل من سبقوا ممن بذل الجهود وحقق عديدا من الإنجازات وهذا من أظلم الظلم. الخطوات الملموسة على صعيد تطوير العمل تأتي والرئيس الحالي الأمير عبدالله بن مساعد يعمل ويعمل ويعمل غائباً عن التصريحات وأساليب التلميع التي عرفناها عبر أخبار العلاقات العامة والفلاشات غير الضرورية من بعض المسؤولين المقصّرين، فرجل الأعمال الناجح الذي صنع ثروته من تجارة الورق كان نزيهاً بداية عندما كان قراره الأول الابتعاد تماماً عن التقاء مصالحه الاستثمارية والشخصية مع إدارته للمؤسسة الحكومية فابتعد عن العضويات الرياضية واستغنى عن التعامل بالورق وشمَّر عن سواعد البناء فاستقطب الكفاءات وقال بأفعاله المعلنة هذه سياستنا فلنؤدِ الأمانة وليعم خير الوطن كل الوطن.