حولت ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية الكثير من المنشآت والمصالح الحكومية في العاصمة صنعاء، والمدن الأخرى التي تمددوا إليها واحتلوها إلى ثكنات عسكرية، ومخازن للأسلحة المنهوبة من معسكرات الجيش في سابقة أماطت اللثام عن أقصى ما وصل إليه السلوك التخريبي والبُعد عن المدنية والتحضر، وعكس التوجه الذي يستهدف عسكرة مظاهر الحياة المدنية، وخلق أجواء من التعبئة المشحونة بالتوتر، بهدف السيطرة على السلطة والثروة. صنعاء ثكنة عسكرية للميليشيات منذ الأيام الأولى لاجتياحها العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، سارعت ميليشيا الحوثي، بمعية ميليشيا المخلوع صالح في مؤسسات الجيش والأمن إلى إحكام سيطرتها على المؤسسات والمصالح الحكومية التي تحولت العديد منها إلى مواقع تمركز لعناصر الميليشيات من الجماعة، كتحويلها لمداخل وفناء وزارة التخطيط والتعاون الدولي إلى ما يشبه الثكنة العسكرية وهي ذات الممارسات غير المشروعة التي طالت عدداً من المؤسسات والمصالح الحكومية الأخرى كوزارتي الدفاع والداخلية، ومصلحة أراضي وعقارات الدولة، كما لم يترددوا في استخدام منشآت تعليمية كمناطق تمركز لمسلحي الجماعة كجزء من محيط مكتب التربية والتعليم بصنعاء ومدارس عدة كمدرسة الفاروق المتاخمة لمنزل الرئيس المخلوع الكائن بحي قرية الدجاج، التي تحولت إلى ثكنة عسكرية يتمركز فيها مجاميع مسلحة موالية له، وتعد نموذجاً لحالة من التعطيل القسري للعملية التعليمية، فيما تحولت مقار كليات التربية والعلوم والشريعة والقانون التابعة لجامعة صنعاء إلى مناطق تمركز طارئة لمسلحي الجماعة. واعتبرت الناشطة الحقوقية ابتسام عبد الكريم المقطري في حديث لالخليج: أن الحوثيين حينما حولوا منشآت ومصالح حكومية عدة إلى ثكنات عسكرية، سواء بصنعاء أو تعز والحديدة ومأرب والجوف، أبرز هذا بجلاء افتقادهم لأي رؤية أو مشروع مدني، وأن هدفهم الوحيد هو عسكرة المظاهر المدنية، لفرض المزيد من الحضور المسلح في المشهد اليمني. وتكريس الحوثيين للمؤسسات المدنية والحكومية كمناطق تمركز لمسلحي الجماعة لم يستثن حتى المنشآت والمصالح الحكومية التي تتسم أنشطتها بتقديم خدمات ذات طابع أمني يتصل بشكل عضوي بضبط الأمن العام والفصل في القضايا الخلافية بين المواطنين، كأقسام الشرطة وبعض مقار المحاكم الابتدائية، التي شهدت ممارسات تخريبية عدة. ورغم محدودية المنشآت والمصالح الحكومية التي تقع في محافظتي مأرب والجوف، التي تحولت مؤخراً إلى ساحتين لأعنف المواجهات المسلحة بين ميليشيات الانقلابيين والمقاومة الشعبية المدعومة من الجيش الوطني وقوات التحالف، إلا أن الحوثيين مارسوا ذات الانتهاكات المتمثلة في تحويل مثل هذه المنشآت والمقار الحكومية إلى ثكنات عسكرية من قبيل تكريس المجمع الحكومي في عاصمتي المحافظتين إلى منطقتي تمركز مكثف لمقاتلي الجماعة والاستحواذ القسري على مقار الأحزاب السياسية، بل وامتد العبث إلى تحويل فصول بعض مدارس التعليم الأساسي في المحافظتين إلى مخازن للأسلحة والذخائر في تجاوز صارخ للحد الأدنى للأعراف القبلية التي تحظر بشكل قطعي استخدام المنشآت التعليمية كمتارس أو تحصينات عسكرية. مبان حكومية وتربوية مخازن للسلاح حرص الحوثيون على احتلال منشآت ومقار حكومية عدة في عاصمة محافظة تعز عقب فشلهم في الاجتياح الشامل للمدينة، جراء رفض الشارع الشعبي لفرض سلطة الأمر الواقع من قبل سلطة الأمر الواقع، لتشهد منشآت ومؤسسات حكومية، كمقر القصر الجمهوري ومديرية الأمن ومبنى المحافظة المقر الرسمي للسلطة المحلية بتعز، عملية تحويل قسري إلى مواقع تمركز عسكري انطلقت منها القذائف بأنواعها المختلفة، لتستهدف الشوارع والأحياء المكتظة بتعز. يقول الناشط في المقاومة الشعبية بتعز، عبد الرحمن علي عبد الله المخلافي في حديث لالخليج إلى أن الحوثيين والقوات الموالية لصالح لم يترددوا في تحويل معظم المنشآت والمؤسسات الحكومية إلى ثكنات عسكرية، وسارعوا إلى استخدام منشآت تجارية مملوكة لبعض رجال الأعمال بشكل قسري كمخازن للأسلحة، وحولوا المجمع السكني الذي يقع في الضاحية الغربية للمدينة إلى منطقة تمركز مكثفة لمقاتلي الجماعة وقوات صالح. وتباعاً تمركزت الميليشيات بعد تخزينها كمية كبرى من الأسلحة في مبنى ديوان المحافظة ومؤسسة المياه ومدرسة الشعب، ومبنى البريد العام والمواصلات والضرائب المطل على شارع جمال وسط المدينة، وقصفت الميليشيات من تلك المباني المحتلة منازل عدة للسكان وسط المدينة ومن بين الضحايا الطفل فريد، صاحب الصرخة الشهيرة لا تقبروناش، بعد أن سقطت على منزلهم قذيفة غادرة اختطفت روح الطفل فريد، ودمرت أجزاء واسعة من منزل عائلته. ولم تكتف مسيرة الميليشيات العبثية باحتلال بعض مؤسسات الدولة وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، بل وصلت لاحتلال بقية المؤسسات الحكومية وتحويلها إلى مخازن أسلحة وثكنات للتمترس فيها، منها معسكر الشرطة العسكرية والتموين العسكري والمستشفى العسكري وقيادة محور تعز بمنطقة الجحملية ومبنى إذاعة تعز وقلعة القاهرة الأثرية ثم إلى مبنى الأمن السياسي والجوازات ومبنى البحث الجنائي بمنطقة صينه والإدارة العامة للمرور ومبنى جامعة تعز بمنطقة حبيل سلمان ومبنى الجمارك ونادي الصقر في منطقة بير باشا والسجن المركزي القريب من منطقة الضباب. الأمثلة الصارخة لعبث وتخريب الميليشيات، ما زالت ماثلة، في مدينة تعز التي ما تزال تتعرض لقذائف وهجمات الميليشيات، ومنها مبنى الإذاعة والتلفزيون في المدينة، الذي أقدمت على تدميره يوم 22 ديسمبر/كانون الأول، حيث روى سكان محليون لالخليج أن مجاميع من الميليشيات تسللت إلى أجزاء من منطقة ثعبات، وأقدمت على تفجير المبنى ونهب محتوياته كافة . ومثال آخر أقدمت عليه الميليشيات عندما قامت بتلغيم مدرسة إبراهيم عقيل في منطقة حبيل سلمان، وتدميرها بالكامل بعد أن سيطرت عليها المقاومة الشعبية، وكانت مخزناً مهماً للأسلحة التابع للميليشيات. ولم تراع الميليشيات الأهالي ومساكنهم، ففي واحدة من انتهاكاتهم الصارخة في مدينة الراهدة، قيامهم بطرد السكان من منازلهم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، كما حولت كلية المجتمع إلى مخازن لأسلحتها، التي كانت هدفاً في مرمى قصف طائرات التحالف العربي. وهكذا مرت الميليشيات على مدارس ومعاهد ومرافق حكومية عدة، ومساكن واقعة في مواقع استراتيجية، وحولتها إلى مواقع تمركز لها، وكانت سبباً لتدمير واستهداف الكثير منها من قبل طيران التحالف العربي. تجاوزات صارخة في عدن في محافظة عدن حولت ميليشيات الحوثي وصالح الكثير من المنشآت الحيوية والخدمية والتعليمية الحكومية التابعة للدولة وكذلك مبان سكنية عدة خلال الحرب إلى ثكنات عسكرية ومعتقلات، كما جعلت منها منطلقاً لعدوانها ضد سكان ومدينة عدن، وهو ما جعلها عرضة للدمار، وأيضاً عرضة للسلب والنهب من جانب ضعفاء النفوس بحجة وجود عناصر الميليشيات في تلك المنشآت المختلفة. كما لم تراع الميليشيات القوانين والأعراف الدولية فاحتلت مبنى القنصلية الروسية والقنصلية السعودية، ومقار بعثات دبلوماسية ومنظمات دولية عدة في مدينة عدن، وحولتها كمواقع لتمركزها. ومن بين أبرز المنشآت التي احتلتها الميليشيات في المدينة، مطار عدن الدولي وميناء عدن وديوان محافظة عدن وقصر الرئاسة في معاشيق بمديرية كريتر وقصر الرئاسة في التواهي، ومنشآت خدمية وصحية وتعليمية ورياضية وأقسام الشرطة في مناطق ومديريات عدة في محافظة عدن التي تمكنت الميليشيات بفعل أعمالها الوحشية وقوة السلاح من السيطرة عليها خصوصاً في مديريات خورمكسر وكريتر والمعلا والتواهي وأجزاء من مديرية دار سعد، ولاحقاً تعرضت منشآت عدة للدمار الجزئي والكلي، وبحجم كبير جداً، وأبرزها مطار عدن الدولي في مديرية خورمكسر الذي كان يعد أكبر قاعدة لميلشيا الحوثي وصالح، بحكم موقعه الاستراتيجي في قلب مدينة عدن، وقربه من معسكري الصولبان وبدر. الخليج استطلعت آراء السكان ومصادر محلية عدة عاصرت عدوان الميليشيات في عدن لحظة بلحظة، ورصدت أبرز وأهم المنشآت والمواقع التي احتلت الميليشيات في عدن، فضلاً عن تمركز عناصر وقناصة الميليشيات فوق عدد من المباني السكنية، لاستهداف أفراد المقاومة والمدنيين. ففي مديرية خورمكسر إضافة إلى احتلال الميليشيات الانقلابية مطار عدن، احتلت أيضاً مباني الإصدار الآلي والمجلس المحلي بالمديرية وديوان جامعة عدن والإدارة العامة لشرطة عدن وشرطة خورمكسر وهيئة مستشفى الجمهورية التعليمي النموذجي ومعسكري الصولبان وبدر والإدارة العامة لبريد عدن، إضافة إلى عدد من المدارس والكليات والمراكز الصحية وفندق ميركيور وفندق عدن، والمبنى الجديد للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي ومنطقة البرزح لخزانات المياه. أما في مديرية كريتر، فاحتلت ميليشيا الحوثي وصالح، قصر الرئاسة في منطقة معاشيق ومباني الهجرة والجوازات وثانوية باكثير ومدرسة بازرعة ومركز الشعب الصحي (مستشفى الصين سابقاً)، ومجمع القطيع الصحي والبنك المركزي اليمني فرع عدن والمجلس المحلي والمتحف الحربي وقسم شرطة كريتر ومبنى محكمة استئناف عدن، ومركز عدن مول التجاري وبرج التأمينات ومبنى المجلس التشريعي التاريخي ومبنى الاتصالات. كما احتلت الميليشيات الانقلابية في مديرية المعلا ميناء عدن ومبنى السلطة المحلية في عدن ومبنى المؤسسة العامة للكهرباء المنطقة الأولى ومبنى الاتصالات وشرطة المعلا، ومكتب وزارة الصناعة والتجارة فرع عدن وصوامع ومطاحن الغلال ومخازن الأدوية والمجمع الاستهلاكي والمجمع القضائي. وفي مديرية التواهي تمركزت ميليشيا الحوثي وصالح، في مباني البنك الأهلي والأمن السياسي (المخابرات) وشرطة التواهي والإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء اليمنية (سبأ) والمؤسسة العامة للاتصالات، وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة وقصر الرئاسة في منطقة فتح، ومكتب وزارة السياحة والرصيف السياحي ومعسكر الشرطة العسكرية والقاعدة البحرية ومبنى خفر السواحل.