كان لقبه «النمر» ثم زيد على اللقب صفة «الوردي». لقب يطرأ عليه التعديل والتحديث من مدينة إلى أخرى. فبعد أن كان في جسر الشغور «نمراً» فإذا به بعد انكفائه إلى مشفى الجسر نمراً لكن وردي اللون. ومع سقوط المشفى والهروب باتجاه أريحا غاب النمر بلونه الوردي وعصاه الطويلة عن الصورة. ثم حررت أريحا في موسم قطاف كرزها، فإذا بالنمر الوردي يتحول إلى بائع أحذية رياضية لزوم الركض والهرولة. هي قصة العقيد في جيش النظام السوري سهيل الحسن كما يرويها النشطاء السوريون في كل وسائلهم الإعلامية. فالعقيد الذي استعمله الأسد ليرعب به الثوار والناس تحول إلى نكتة يتداولها السوريون مستهزئين بمن يطلق على نفسه لقب «رئيس» وعلى وعوده الفارغة. سهيل الحسن أو «النمر الوردي» مهرولاً هارباً من قرية إلى قرية من دون بطولات كان يدعيها أو همروجة إعلامية كانوا يحيطونه بها. فالحسن في صورته التي أصبح عليها لا يمثل نهاية رجل عسكري بقدر ما يمثل نهاية نظام سيطر عليه الاهتراء وبات انهياره وشيكاً. «النمر الوردي» بات قطاً لا لون له، فجراح الهزيمة ما تركت مساحة في جسده للألوان، هو ليس بقط إيراني رغم الدعم الفارسي له. فالقطط الإيرانية لها ثمن باهظ وسط هواة تربية القطط، وليس بقط عربي فالعرب ما اعتادوا إلا فهوداً وشجاعة. هو صورة صادقة عن نظامه ببطولاته الكاذبة وبهزيمته التي لا مفر منها. زياد عيتاني