هجمت مجموعة من المتظاهرين اليوم الجمعة (25 ديسمبر / كانون الأول 2015) على قاعة صلاة للمسلمين في حي شعبي باجاكسيو بجزيرة كورسيكا وخربوها واحرقوا مصاحف وكتبوا عبارات معادية للعرب وذلك غداة اصابة اطفائيين وشرطي بجروح. وكتب رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في تغريدة "بعد الاعتداء غير المقبول على اطفائيين، (ياتي) تدنيس غير مقبول لمكان صلاة للمسلمين. (يجب) احترام القانون الجمهوري". من جانبه قال وزير الداخلية برنار كازينوف "ان اعمال العنف غير المقبولة هذه على خلفية عنصرية وكراهية للاجانب، لا يمكن ان تبقى بدون عقاب طالما انها تمس من قيم الجمهورية". وندد المرصد الوطني لمناهضة كراهية الاسلام التابع للمجلس الفرنسي للدين الاسلامي بشدة بهذه الاحداث التي جدت "في يوم صلاة للمسلمين وللمسيحيين" في اشارة الى وقوع عيد ميلاد السيد المسيح هذا العام في اليوم نفسه للاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وقال دليل ابوبكر عمدة مسجد باريس في تصريح لقناة بي اف ام الاخبارية الفرنسية "اننا نشعر بالفزع والحزن" موجها نداء "للهدوء والتحكم في الاعصاب والتهدئة". وفي البداية تجمع بعد ظهر الجمعة نحو 600 شخص في هدوء في اجاكسيو تعبيرا عن دعمهم للاطفائيين والشرطي الذين وقعوا في "كمين" نصبه لهم "العديد من الشبان الملثمين"، بحسب السلطات وذلك في حي شعبي بالمدينة الليلة الماضية. وبحسب مساعد المحافظ فرنسوا لالان فقد تم نحو الساعة 00,30 اشعال حريق "عمدا لجذب قوات الامن والاطفائيين الى كمين لرميهم بمقذوفات ومهاجمتهم" ما ادى الى اصابة اطفائيين اثنين بجروح "جدية" بعد "اعتداءات جسدية" كسر فيها زجاج سيارتهما. ثم خلال تدخل قوات الامن اصيب شرطي بجروح "طفيفة" خلال المواجهات التي استمرت نحو ثلاث ساعات. واليوم الجمعة قرر ما بين 250 و300 من المتظاهرين ال600-التوجه الى مكان الاعتداء على الاطفائيين والشرطي الليلة الماضية. وهتف بعضهم "ارابي فورا" (العرب على برا) و"نحن في ديارنا" وحاولوا العثور على منفذي اعتداء الليلة الماضية رغم وجود شرطيين حاولوا الحفاظ على الهدوء. وعمدت مجموعة منهم الى تخريب قاعة صلاة للمسلمين قرب المكان ومحاولة حرقها الذي حدث جزئيا وطال العديد من الكتب ضمنها مصاحف. وقال محافظ كورسيكا كريستوف ميرماند "ان كل الوسائل سخرت" للعثور على المعتدين ليل الخميس الى الجمعة معتبرا ان "تهديدات هذا المساء (الجمعة) غير مقبولة". يذكر انه خلال انتخابات المناطق الاخيرة في فرنسا منتصف كانون الاول/ديسمبر فاز الوطنيون الكورسيك للمرة الاولى بادارة المنطقة.