إن المتأمل في مراحل بناء المؤسسات سيجد أنها تبدأ في أطوار متتالية حتى تصل إلى أعلى درجات الربحية، حيث تبدأ تلك المؤسسات بخلق جو من التفاعل والعمل الجاد ويخلق حولها جو من التنافسية.. فالجميع منتج والجميع لهم هدف واحد والكل يسعى لتحقيق مستهدفه تحت قيادة واحدة دون تحزب أو تناحر، ولكن هناك تنافس شريف يطمح للرقي بالنشاط الذي يعمل على تحقيق أفضل النتائج به.. ولكن للأسف بعض المؤسسات ترتبط بمدير بعينه إذا تم نقله فإن المدير الذي يأتي من بعده هدم وبنى من جديد، ويأتي آخر يبني ويهدم ما أسسه من سبقه.. وهذا ما يجعل العديد من المنشآت سواء الخدمية منها أو التجارية مهددة بالانهيار في فترة زمنية محدودة.. لهذا يتوجب علينا التعامل مع الأنا بنوع من الحيطة والترقب، ولا نتهاون في ترويضها وترشيدها، حتى لا تزيغ عن تقييم مؤهلاتنا وإمكانياتنا بشكل موضوعي وعقلاني بعيدا عن الإغراق في تمجيد الذات وتضخيمها. ولكن ماذا يحدث لو أن تأتي الإدارة الجديدة لتطور ما فعلته السابقة وتبني على ما بدأته السابقة من خطط وتوجهات لتكمل المسيرة على خطى مدروسة وبرؤية أوضح يمكنها التعديل فيها بشكل لا يخل بمنظومة العمل ويهدد القائمين على إنجاز مشاريعهم بالكساد، إذ جميعهم يظلون يترقبون لما سيحدثه المدير الجديد من تغييرات ويقضون على هذا الحال فترات زمنية طويلة حتى تستقر الأمور، التي ما أن تلبس لتسير الخطط الجديدة في توجهاتها لتأتي فترة زمنية أخرى وتتجه في منحى آخر لتتوقف العجلة مجددا في حالة قد تكون أصعب مما سبقتها.. فعدم الوعي بإمكانياتنا الذاتية ومحاولة إعطائها شكلا وصورة لا تتواجد في الواقع، يعرضنا للوقوع في مآزق والتباسات، تفقدنا التوازن والانضباط المطلوب في أي شخص يطمح إلى بلوغ النجاح والاستكمال الذاتي. وللأسف إن مؤسسات القطاع الخاص عندما يتصارع موظفوها وتتغير إداراتها لا تتحرك إلى الربحية إنما تكون ربحيتها ثابتة وذلك بسبب التغير الفجائي في طريقة الإدارة.. فإذا لم يستطع الإنسان التحكم في نظام الأنا والسيطرة على أبعادها ومراميها، فإن التعالي والعجرفة والثقة الزائفة المبالغ فيها في الذات، كلها عوامل ومؤثرات تدفع بمعتنقها إلى الهاوية والطريق المسدود. ولهذا نناشد كل مدير ومسؤول في القطاع الخاص أن يكونوا شركاء في بناء التنمية المستدامة، ولا داعي للأنا ودعونا ننتهج نحن في القيادة العمل الجماعي، والعمل داخل فريق واحد، فجميعنا ذوو قدرات مختلفة وليست متكافئة، وهذا ليس معناه التعطيل من أحد بل على العكس هذه قدرة الخالق سبحانه ليكون هناك اختلاف وتميز، ليكون منا القائد ومنا الموظف ومنا العامل.