قليلا ما يصادف توافق الثاني عشر من ربيع الأول ليوم الاثنين، ذكرى مولد سيد الثقلين ــ عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، صحيح أن الروايات حول مولده ــ عليه الصلاة والسلام ــ تفاوتت بين الثامن إلى الثاني عشر من ربيع الأول، إلا أن ما تواتر منها يكاد يتفق على الثاني عشر، وهو يوم عظيم في تاريخ الإنسانية؛ لأنه بعث رحمة للعالمين، وكان ميلاد الإسلام على يديه الشريفتين وتبليغه الرسالة نقطة تحول في تاريخ البشرية، وكان ــ عليه الصلاة والسلام ــ يحتفي بيوم ميلاده بصيامه. وكما أن المبالغة في الاحتفال بهذا اليوم أو تقليد احتفالات النصارى واليهود بأنبيائهم أمر مكروه، فإن تجاهل المناسبة وغض النظر عن جلال اللحظة التاريخية وترك اليوم يمر دون صيامه واسترجاع سيرته ــ عليه الصلاة السلام ــ يعد أمرا أكثر كراهية. هي مناسبة دينية من مناسباتنا الكثيرة كيوم الهجرة ويوم الإسراء وحتى يوم عاشوراء، تتكرر كل عام نعم، ولكنها ليست أعيادا ولا شعائر دينية ولا حتى سننا مندوبة، فيها تتذكر السيرة والشمائل النبوية ولا بأس بقراءة بعض الشعر الذي يتغنى بمآثره ــ صلى الله عليه وسلم ــ وحبنا له، ليس منا من لم يتغن بالقرآن ــ كما قال عليه الصلاة والسلام ــ وهو كلام الله المقدس، فكيف لا نتغنى بحبه بأبي هو وأمي، أليس هو من قال: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من أهله ونفسه، وكيف لا يستغل يوم كهذا للتعريف به ــ عليه الصلاة السلام ــ ونشر عطر ذكره على الكرة الأرضية، ألا يعتبر هذا نوعا من الدعوة؟ تعجزني المناسبة، فأقف أمامها متسائلا: هل نعجز عن استئجار صفحة في جريدة عالمية، أو دقيقة بمحطة تلفاز أجنبية للحديث عن مناقبه ــ عليه الصلاة والسلام، سرحت متخيلا أن تصدر بعض صحف الغد العالمية أو بعض محطاته التلفازية بلمحات من سيرته ودعوته ــ عليه الصلاة والسلام، لكني سألت نفسي قبلا: ماذا عن إعلامنا العربي هل سيواكب المناسبة. أترككم مع مناجاة شوقي: يا رب هبت شعوب من منيتها واستيقظت أمم من رقدة العدم رأى قضاؤك فينا رأي حكمته أكرم بوجهك من قاضٍ ومنتقم فالطف لأجل رسول العالمين بنا ولا تزد قومه خسفا ولا تسم يا رب أحسنت بدء المسلمين به فتمم الفضل وأمنح حسن مختتم Hadeelonpaper@gmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة