×
محافظة المنطقة الشرقية

الاتحاد يواصل صدارة السلة وأحد يتجاوز الوحدة

صورة الخبر

في كل عائلة تجد فرداً من افرادها يقوم بدور البذل والتضحية والمتابعة وحل المشاكل والاصلاح، يقوم بدور الاب والام فيصبح كالشمعة تحرق نفسها لتضيء للاخرين، ونحن نستمتع كثيرا بوجود مثل هذا الاخ او هذه الاخت، فنزداد تواكلا عليه ونرمي عليه بكل الاحمال والاعباء المالية والبدنية والنفسية، حتى ينكسر ظهره او يفتقر او حتى يمرض بالاكتئاب اوالقلق والوساوس.. وجود هذا الفرد المخلص في العائلة، والذي اصطبغ بصفة الحكمة وحب العائلة والكرم وطيبة القلب، لا يعني انه الوحيد المسؤول فقط والبقية يعيشون حياتهم وينامون ملء جفونهم ولاينفقون الا وهم كارهون، فنعمة وجود مثل هذا الفرد المضحي بنفسه وصحته من اجل سعادة الاسرة، نعمة من الله تستحق الشكر، وليست فرصة للهرب من المسؤولية والاهتمام بشؤون العائلة.. ولأن المفصل الحيوي اذا زاد عليه الحمل تهالك وضعف، فكذلك هذا الاخ او الاخت، تجده كثير التفكير والهم والتخطيط والاهتمام بالمشاكل الصغيرة التي يسرّ بها إليه اعضاء العائلة، فتفسد عليه مذاق النوم قبل الطعام، ومثل هذا الضغط لا يتحمله الانسان الضعيف، ولذلك إن انغمس كثيرا بمثل هذه المشاكل ربما مرضت نفسه وانقلب مزاجه وربما تسلط عليه القلق المرضي او الاكتئاب والوساوس، حينها لا بد ان يستبصر بحاله او ان يبصّره احد ممن حوله بدخوله في هذه الدائرة التي لا بد وان يتعالج منها باعتبارها بوادر امراض المدنية الحديثة التي لابد من التعامل معها سريعا قبل ان يستفحل امرها.. وأقترح العلاج الذاتي عند الاحساس ببوادر مثل هذه الاعراض، وهو التوقف سريعا عن ممارسة دور المرشد والمتابع والحريص، والاهتمام بالنفس، واخذ قسط من الراحة بالانقطاع التام عن اخبار العائلة واغلاق وسائل الاتصال قدر المستطاع، والاكتفاء بزيارات سريعة خطافية، مع إخبارهم بخطتك العلاجية حتى يساعدوك فيها، ومحاولة الاقتراب من نفسك والحديث معها وترتيب الاولويات ووضع الحدود المعقولة للعلاقات وتأطير الاهتمامات بالاخرين، ثم يأتي دور الالتفات للنفس والاهتمام بها بعد هذه الغفلة الطويلة عنها، وفّر لها ما تحتاجه وترتاح اليه وفي اول قائمة الاولويات والحاجات الاقتراب الى خالق النفس وبارئها وكفى بهذا العلاج طبا ودواء فهل تتوازن النفس وتحيا الروح الا بمثل هذا القرب الى ذي الجلال والاكرام، بعد ذلك مارس ما تحبه من الهوايات وجرب السفر والابتعاد عن نفس الاجواء حتى تنشط نفسك وتنسى الملل والرتابة، جرب المشي ومحادثة الاطفال وملاعبتهم، وعالج نفسك بالصدقة واطعام المسكين، وتقوّ بالذكر والدعاء، حتى ترتد نفسك سريعا، فإن كنت في حاجة الى ادوية ترتب لك مزاجك وتبعد عنك اكتئابا اتضح لك انه اكتئاب مرضي وقلق مبالغ فيه، فلا تترد في اخذ موعد مع الطبيب ليصف لك مايناسبك دون حرج او مبالغة في التخوف، فهذه الادوية تنظم الكميات الهرمونية والكيميائية في الجسم كما تنظم ادوية السكر هرمون الانسولين على وجه التقريب، وصحتك اهم من كلام الناس او نظرة المجتمع الذي هو نفسه سيهجرك لو سيطرت عليك امراض النفس والوساوس. هذه رسالة احببت ايصالها فهل تراها وصلت، وعلى دروب الخير نلتقي ..