توقعوا استمرار حالة التماسك وتوجه الأسهم نحو الصعود خلال الأسبوع المقبل أكد محللون ماليون أن السيولة الجديدة، وقيام مستثمرين كبار ومحافظ بتعديل مراكزهم المالية، أسهما في تحسن أداء الأسواق المحلية بشكل عام خلال الأسبوع الماضي. وأشاروا إلى أن المستويات السعرية للأسهم المدرجة مازالت فرصة جيدة للاستثمار، خصوصاً بعد أن نجحت الأسواق في استيعاب تأثيرات قرار رفع الفائدة عالمياً وتراجع سعر النفط. وشددوا على أنه لا يمكن الاعتماد على الاستثمار الأجنبي لتحريك التعاملات اليومية، وهناك سيولة محلية كبيرة تحتاج لحفزها على الدخول والاستثمار في السوق. وتوقعوا استمرار حالة التماسك وتوجه الأسواق نحو الأعلى خلال الأسبوع المقبل كارتداد طبيعي لفترة تراجعات طويلة نسبياً سادت في الفترات الماضية. وتفصيلاً، قال الشريك في شركة «الفجر» للأوراق المالية، نبيل فرحات، إن «الأسواق شهدت تحسناً في مجمل الأداء على مدار الأسبوع الماضي، خصوصاً آخر جلستين من أصل أربع جلسات»، موضحاً أن «السوق استوعبت بسلاسة ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية وتجاوزتها سريعاً، مدفوعة برغبة المستثمرين والمحافظ في إنهاء حالة الركود التي تسود منذ فترة ليست بالقصيرة». وأكد فرحات أن «أحجام التداول بدورها ارتفعت مقارنة بالأسابيع الماضية، نتيجة دخول سيولة جديدة للأسواق، بجانب قيام بعض المستثمرين بتعديل مراكزهم المالية». وتوقع فرحات «استكمال موجة الارتداد خلال الأسبوع المقبل، بعد أن وصلت الأسعار إلى مستويات متدنية جداً، وكسرت حواجز فنية مهمة». من جانبه، قال مدير عام شركة «الدار» للأسهم والسندات، كفاح المحارمة، إن «أربع جلسات تداول خلال الأسبوع الماضي جاءت جيدة، وبدأت الأسواق تحييد تأثيرات تراجع أسعار النفط إلى حد ما، وتعديل اتجاه المؤشرات إيجاباً، خصوصاً في قطاعي العقار والبنوك في سوق دبي وقطاع الاتصالات في سوق أبوظبي». وأضاف المحارمة: «شهد الأسبوع الماضي دخول سيولة جديدة رفعت من أحجام التداول، بجانب تعديل مراكز قائمة للاستفادة من تراجع أسعار الأسهم التي تعد الأقل في الأربع سنوات الماضية»، لافتاً إلى أن «الأسبوع المقبل يعد استكمالاً لحالة الارتداد المستحقة بعد موجة هبوط طويلة». وتابع المحارمة: «حظيت أسهم (أرابتك) و(اتصالات) و(أملاك للتمويل) و(بيت التمويل الخليجي) بتركيز المستثمرين، ما شكل دعماً لمؤشرات قطاع العقار والبنوك في كلا السوقين». ونوه المحارمة بأن «الأسواق تحتاج إلى إعادة الاستثمار المحلي سواء كبار مستثمرين أو محافظ بنوك لرفع الثقة مجدداً بأسواق المال»، موضحاً أنه «لا يمكن الاعتماد على الاستثمار الأجنبي لتحريك التعاملات اليومية، وأن هناك سيولة محلية كبيرة تراقب وتحتاج إلى حفزها على الدخول والاستثمار في الأسواق»، مشيراً إلى أن الاستثمار الأجنبي مازال موجوداً، لكن مطلوب تحفيز نظيره المحلي لجذب مزيد من السيولة إلى الأسواق. وشدد على دور محافظ البنوك والمحافظ الخاصة في تحقيق هذا الأمر. بدوره، قال مدير عام شركة «الإمارات دبي الوطني» للأوراق المالية، عبدالله الحوسني، إن «جلسات الأسبوع الماضي جاءت مقبولة إلى حد كبير، خصوصاً آخر جلستين، اللتين شهدتا تحسناً واضحاً في أحجام التداول، مقارنة بالفترة الماضية التي تدنت فيها التداولات حتى وصلت إلى 200 مليون درهم كمتوسط يومي»، مشيراً إلى أن «مؤشرات معظم الأسهم ارتدت، وإن كانت بنسب متفاوتة، لذا شهدنا ارتفاعات جيدة لأسهم العقار والبنوك والاتصالات». وأضاف الحوسني: «لاحظنا دخول سيولة إضافية من مستثمرين كبار على عدد من الأسهم، خصوصاً سهم (اتصالات) الذي أصبح مؤثراً بشكل واضح في أداء ومؤشرات سوق أبوظبي». وأشار إلى أن اقتراب موسم التوزيعات والنتائج المالية السنوية أعادا جزءاً من المستثمرين الكبار للسوق مجدداً، وهذا العدد مرشح للزيادة خلال الفترة المقبلة، في ظل توقع أداء جيد للشركات المدرجة وأرباح مشجعة»، لافتاً إلى أن أهم ملامح الجلسات الأربع الماضية ظهرت في قيام المستثمرين الحاليين بتعديل مراكزهم الاستثمارية استعداداً لموسم النتائج والتوزيعات». وأكد الحوسني أن «أزمة الأسواق تتركز في غياب الثقة في أوساط المستثمرين، وتأثرهم الدائم بالأحداث الخارجية التي غالباً لا تنعكس في البيانات الاقتصادية المحلية، التي تظهر تماسكاً كبيراً تجاه تراجع أسعار النفط»، مشيراً إلى ضرورة نشر الوعي بمدى قوة وتنوع اقتصاد الدولة الذي يعرفه للأسف المستثمر الأجنبي أفضل من المستثمر المحلي. وتابع: «هناك دور للأسواق والجهات الرقابية وشركات الوساطة في هذا الصدد، فهذا يصب في النهاية في مصلحة كل الأطراف». وتوقع أن يشهد الأسبوع المقبل استمرار حالة الارتداد، وعودة مزيد من السيولة الغائبة عن الأسواق. Copyright © 2015. Dubai Media Incorporated. All rights reserved. Provided by SyndiGate Media Inc. (Syndigate.info).