شكا سكان حي المساعد بشرق جدة طفوحات المياه المستمرة داخل الحي موضحين بأن هذه المياه تقطع مسافة طويلة من مصدرها إلى أن تكتسح الحي على مسافة تقدر بـ500 متر. جاعلة من شوارعه مرتعًا للبعوض الحامل للضنك والحشرات الأخرى. موضحين بأن هذه المشكلة لم تكن وليدة اللحظة، بل إن الحي ومنذ سنوات كان ولا زال يعاني من هذه المشكلة بعد أن استنفذت شركة المياه الوطنية جميع الحلول السقيمة في المعالجة.. مؤكدين بأن معالجة مثل هذه المشكلة بصهاريج لسحب المياه ليست إلى مضيعة للوقت وتبديدًا للأموال التي كان من المفترض أن تُصرف بشكل أفضل لإنهاء تلك المعاناة. «المدينة» تجولت بالموقع والتقت بعدد من سكان الحي حيث قال طلق المطيري وأحمد الزهراني: بأن تلك المياه التي تجوب شوارع الحي في أوقات مختلفة ليست إلا إحدى مراحل المشكلة، ففي كل مرة يغرق فيها الحي نشاهد منسوب المياه وهو يزداد عن المرات السابقة، فالمياه أصبحت تغطي مساحات شاسعة من الطرق وتتلف أخرى، وشركة المياه الوطنية تستمر في التجاهل، وفي أحسن الحالات عند معالجة تلك المشكلة يأتون للوقوف على الموقع والمغادرة دون إيجاد حل جذري. وأضاف سعيد الصبحي بأن نعمة المياه تحولت إلى نقمة داخل الحي بسبب سوء التصرف وقصر نظر الجهة المسؤولة. فمنذ سنوات وسكان الحي يعانون من طفوحات المياه المستمرة والتي ألحقت الضرر بالبنية التحتية وكلفت المواطن الكثير من أجل إصلاح ما أفسدته تلك المياه. مشيرًا إلى أحد الطرق الداخلية بالحي والتي أصبح يتعذر على المارة استخدامها نتيجة امتلاء هذا الطريق بالمياه والأحجار التي جرفتها المياه في طريقها. وأضاف مسفر يحيى بأن شوارع الحي أصبحت بؤرة لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض والتي ما إن تبدأ تلك المياه في الجريان حتى يبدأ تكاثرها وتجولها في أسراب داخل الحي. انتقلت «المدينة» إلى الموقع الرئيس للطفوحات لتجد بأنه وبحسب ما وصفه الموجودون بالموقع عبارة عن بحيرة لمياه جوفية يختلف منسوبها من يوم لآخر. كما التقت بعدد من مسؤولي الموقع التابع لمشروع القطار والذين كانوا يعانون أيضًا من ذات المشكلة. كونهم مجاورين لتلك البحيرة ليوضحوا بأنهم يشاهدون تلك المياه وهي في طريقها لتعكير صفو الحي ونشر الفوضى بداخله. كما أوضحوا بأن تلك المياه في بعض الأحيان تتسبب في عرقلة حركة العمل في المشروع. مؤكدين بأنه قد حضر إلى الموقع ما يقارب 40 صهريجا لسحب المياه من الطرقات ومن البحيرة. وكان العاملون بالموقع قد أبدوا تعجبهم من هذا الفعل كون حضور تلك الصهاريج ما هو إلا تبذير مستمر للمال. وكون تلك المياه الفائضة تستمر في اكتساح المنطقة. وقد أشار العاملون في الموقع بأنه وبعد مشاهدة معاناة السكان وازدياد صعوبة العمل داخل الموقع قد قاموا بمحاولات لتضييق الخناق على تلك البحيرة في ردمها ولكن عمق البحيرة كان أكبر من ذلك. فلجأوا إلى إنشاء حاجز ترابي متصل بأحد الأودية القريبة وذلك لتحويل مسار المياه. كما يعاني سكان حي النخيل بشرق جدة أيضًا ذات المشكلة وهي استمرار تسرب المياه الجوفية وذلك بعد أن أغلقت المياه مدخل الحي من طريق الحرمين. حيث أكدوا بأن المشكلة قد استمرت قرابة الـ3 أيام دون أن يتم إصلاحها. بالإضافة إلى خلل في إحدى أنابيب المياه التي تسببت في غرق مساحة شاسعة من إحدى الطرق الداخلية بالحي. واصفين ما يحدث في أحياء شرق جدة بالعشوائية والإهمال في العمل. وقد أكد عدد من السكان بأنهم قد تواصلوا مع عمليات شركة المياه الوطنية ليتم إصلاح هذا الخلل إلا أن أرض الواقع لم تشهد أي عملية للإصلاح. ومن جهته قامت «المدينة» بالاتصال عدة مرات بالمهندس فواز بحلس -مدير وحدة أعمال مدينة جدة بشركة المياه الوطنية- للاستفسار عن أسباب المشكلة وسبل معالجتها إلا أنه لم يتم الرد على أي اتصال. المزيد من الصور :