×
محافظة حائل

فضائح الفيفا: المحامي داليس يدافع عن بلاتيني

صورة الخبر

لا يستطيع أي أثر أدبي أمريكي أن يستحوذ على صفة «الخالد» دون أن تكون بوصلته رواية هيرمان ملفيل (1819-1891) التي احتاجت خمسين عاما بعد نشرها الأول أن تلتفت إليها مؤسسة ثقافية مهمة جدا عام 1907م لتعيد نشرها وهي مكتبة «ايفري مان»، لتمجد هذا العمل الأسطوري ولتضعه في الذاكرة الإنسانية على مدى التاريخ وعبر عدة فنون ناقلة منها سبعة أفلام بجنسيات مختلفة ومسرحيات ولوحات تشكيلية وتمثل كلها تلك الرواية التي تشهد على صراع الإنسان مع الطبيعة وعلى مستقبله. وكانت هذه الرواية قد وصلتنا عربيا عن طريق المترجم الكبير إحسان عباس لصالح مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر في السبعينيات، ثم قامت دار المدى العراقية 1998م، وضمن سلسلة «أعمال خالدة» كما هو الحال في دار النشر الأمريكية صاحبة الحقوق، بنشر ذات النسخة في بيروت ودمشق، وأعادت طباعتها أخيرا في ذات السلسلة أيضا. وإن كان ملفيل أسس لنفسه مكانة رفيعة في طابور عظماء الأدب في العالم، فهو قد أرخ للبحر الذي تعلق به منذ شبابه وانحاز إلى السفن والمغامرة المستمرة. فبطل العمل «إسماعيل» لا ينتظر النجاة بقدر ما كان يفرط في كل دقيقة للسلام من أجل الاكتشاف والتحفز نحو «موبي ديك» هذا الذي يسمع عنه أول مرة كسر لا يطلع عليه أحد سوى القبطان وقارئي الحظ الخفيين. تتعدد السفن وتتبدل وتبقى سفينة القبطان آهاب القادرة على خوض المحيطات نحو هدف شرس وقاس. للشخصيات صفاتها المتنافرة، فيتقاسم الجميع أشكال الصراع مع المجهول، ومع الذات، ومع الطبيعة، فتقهر الإرادة الصعوبات، بداية بتجاوز جبروت المياه، وثانيا بالتصميم على النيل من الحوت الأبيض وتخليص البشرية من بطشه. وهناك تظهر لنا المفارقات، فالاستعداد للموت يغدو نذيرا لبداية جديدة في الحياة، والنعش الذي يعدونه لأحد المرضى يغدو سبيلا في البحر لإنقاذ البطل «إسماعيل» بعد أن يدمر الحوت الأبيض أو موبي ديك السفينة ويقتل كل من عليها.