×
محافظة المنطقة الشرقية

تويتر.. مساع لتغيير ترتيب التغريدات

صورة الخبر

في عالم معاصر عنوانه التحالف والتكاتف من المهم أن تمضي مسيرة مجلس التعاون الخليجي باتجاه أفكار سياسية واقتصادية واجتماعية أكثر اندماجية، فما يتوفر لشعوب الخليج من قواسم مشتركة أكبر من كثير من المكونات الأخرى لمجتمعات العالم، ولذلك من الطبيعي أن نرى أن هذه الشعوب والدول الخليجية تواجه نفس التحديات ولديها نفس المصير ومن الصعوبة بمكان أن تنعزل دولة عن بقية الدول بسبب أي مبررات طارئة أو ظرفية، وطالما أننا في خضم عالم متغير ومتحرك بصورة تصعب معها استيعاب مواجهة التحديات دون المواجهة المشتركة فإن الاتفاق على وسائل عملية من أجل أن تمضي المسيرة لتحقيق غاياتها وحماية أمن وسلامة شعوب المنطقة. قادة دول مجلس التعاون الخليجي يعقدون قمتهم السادسة والثلاثين في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وهم أمام عدد من التعقيدات التي تتطلب مزيدا من التنسيق وتبادل الآراء حول القضايا المحيطة التي يمكنها أن تؤثر بصورة مؤكدة في أمن الدول الخليجية، وهي قضايا أمنية واقتصادية وسياسية وعسكرية، يضاف اليها ملفات اليمن وسوريا والتدخلات الإيرانية والقضية الفلسطينية، ولعلها إحدى القمم الاستثنائية في نقاشها لهذا الكم من القضايا والملفات ما يؤكد حجم التحديات التي تواجهها وتتطلب مراجعات وبحثا عميقا يعزز فكرة الاتفاق المستمر على ثوابت المعالجة ومنهج التعامل مع هذه القضايا، فلا يمكن لأي دولة منفردة أو دولتين فقط أن يواجها مثل هذه التعقيدات لأن ذلك يضعف الحلول ويعمل على تأزيم القضايا، وكما جرت العادة في أن تخرج توصيات وقرارات متفق عليها بنسبة كبيرة، فمن الضروري أن تؤسس هذه القمة لقرار خليجي متفق عليه لا يمكن لطرف أن يتخارج أو يتحلل منه لأنه لا يمكن تصوّر أن تتضارب المصالح الى الحد الذي يقسم الكلمة الخليجية. توقعات القمة طموحة لأنها ينبغي أن تكون كذلك فنحن بحاجة للخروج بقرارات تؤكد بقاء العائلة الخليجية موحدة ومتفقة، وأن بإمكانها أن تقدم حلولا حازمة وحاسمة للقضايا والتحديات التي تحيط بها، فالأخطار والمهددات لا تتوقف عند مشكلات ظرفية يمكن تبسيطها، وإنما هي من الواقعية بما يجعلنا نتطلع الى معالجات تمنع أي اختراق لمجلس التعاون وحقوق الخليجيين في الاحتفاظ بأمنهم، فالمستقبل يتطلب تكثيف الإجراءات التي تدعم التعاون المشترك والوصول الى حالة متقاربة مع الاتحاد الذي تدعو اليه المملكة لأنه صمام أمان لكل المجتمعات الخليجية، وحين تكون هناك أخطار ومهددات في المحيط الخليجي فمن الضروري أن تنتهي القمة بما يمتص أي تأثيرات سالبة على أمن المجتمعات الخليجية، سياسيا واقتصاديا وأمنيا وعسكريا، فالعالم أصبح قرية صغيرة ما يتطلب توحدا أكبر في مواجهة الأزمات التي تعصف بالمحيط الخليجي، ولذلك من حق كل مواطن خليجي أن يرفع سقف طموحاته في القمة نظرا لحساسية المرحلة التي نمر بها حاليا وتحتاج أن يزداد الترابط بين الدول الخليجية، فهي نسيج واحد لا يمكن السماح بشقه وإلا حدث اختراق يهدد المستقبل ويعبث بمصائرنا ومصائر الأجيال المقبلة التي يجب أن نوفر لها أكبر مستوى من التعاون ليصبح جزءا من عقليتها الاجتماعية والسياسية وتحافظ عليه لأن يمتعها بمستوى متقدم من الأمن والأمان والسلام الداخلي.