×
محافظة المنطقة الشرقية

السجن والقتل تعزيراً لسعوديين هاجما محكمة القطيف بقنابل المولوتوف

صورة الخبر

لا تخلو الأوضاع في عدن من مخاطر وتهديدات، فبعد أشهر من تحريرها؛ لاتزال المدينة وسكانها يدفعون ثمن الفوضى التي أحدثها الانقلابيون بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء في شهر سبتمبر/أيلول من العام الماضي، وبدء تمددهم إلى كل مكان في البلاد، قبل أن يدشنوا حرباً طالت كل شيء، ولعل آخرها اغتيال محافظ عدن جعفر محمد سعد؛ على يد داعش، وهي الواقعة التي لابد أن تغير من نمط تفكير القيادة الحالية في التعاطي مع المسألة الأمنية التي صارت تؤرق الجميع. لاشك في أن هناك من يريد إعادة خلط الأوراق وسرقة النصر الذي تحقق خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد تحرير عدن من هيمنة الحوثيين وصالح، كما أن المتربصين بالمدينة كثر، والراغبون في الانتقام منها ومن أهلها ليسوا قليلين، لكن يجب التعاطي مع الأحداث بنوع من الواقعية، والتركيز على معالجة الأخطاء التي كانت موجودة قبل تحرير المدينة واستمرت بعده. من دون الالتفات إلى الأخطاء التي وقعت فيها قيادة مرحلة ما بعد تحرير المدينة، لا يمكن تصحيح الاعوجاج الذي أنتج حالة من اللزوجة السياسية والأمنية، دفعت بجماعات متطرفة إلى الواجهة لتعبث بأمن المدينة واستقرارها؛ مثل تنظيم القاعدة ومن ثمّ داعش، وهما التنظيمان اللذان يعتقدان أن بإمكانهما ملء الفراغ الذي تركه الحوثيون وصالح، بعد أشهر من الحرب العبثية التي خاضوها في كل اليمن، ومن بينها عدن. ستكون عدن آمنة فقط؛ إذا أعادت الدولة تفعيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية، واستطاعت المقاومة الشعبية، التي لعبت دوراً مهماً في تحريرها، أن تعيد دورها الذي فقدته خلال الأشهر التي تلت عملية التحرير، وأن تكون عوناً مساعداً للدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية، وأن تفي الدولة بتعهداتها بدمج أفراد المقاومة في الجيش؛ حتى يصبحوا جزءاً من هذه المؤسسات. وعلى المسؤولين بعث رسائل اطمئنان للمواطنين من أنهم قادرون على إعادة الأوضاع إلى طبيعتها قبل الحرب حتى يتلمسوا الفرق بين مرحلة ما قبل التحرير، وما بعده، فالناس تريد من المسؤولين أن يكثفوا من جهودهم لإحداث هذا الفرق. تفعيل مؤسسات الدولة أمر له ضرورة في المرحلة الحالية، في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة، خاصة في الأسبوعين الماضيين؛ حيث تزايدت حالات الاغتيالات للشخصيات العسكرية والأمنية ورجال القضاء، وهذا التفعيل لمؤسسات الدولة، يجب أن يأخذ خطاً تصاعدياً إلى أن يُستعاد الاستقرار والأمن في عموم عدن وبقية المناطق المحررة. على أجهزة الدولة في عدن كسب ثقة المواطن الذي اكتوى بنار الفوضى والعبثية خلال الأشهر التي تلت سيطرة الانقلابيين على العاصمة صنعاء، والبدء في خطة تعيد الأمن والاستقرار المفقودين إلى المدينة، لتكون نموذجاً لبقية المناطق المحررة، وحتى لتلك التي تقع تحت سيطرة المتمردين، وحتى لا يُسرق النصر الذي تحقق، ولا تذهب دماء الشهداء هدراً؛ فإن الجميع مطالب بالتعاطي مع المنظمات الإرهابية بحزم، بدءاً من الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي يتواجد حالياً في عدن، وليس انتهاء برجال الأمن والجيش، والمقاومة الشعبية التي ترهلت بعد تحرير المدينة، واعتقدت أن مهمتها انتهت، في وقتٍ؛ من الواجب عليها أن تحرس الانتصارات التي حققتها خلال مرحلة المواجهات مع الانقلابيين التي استمرت لأشهر ليست بالقليلة. Sadeqnasher8@gmail.com