تحدد هوية الأمم بمدى تمسكها بالأخلاق، وتحلى أفرادها بالقيم، والتي تمثل عنوانا لكل الرسائل السماوية، ويشكل السلوك العام للفرد مرتكزا أساسيا في تحديد شخصية الإنسان، وأسلوب تعامل المجتمعات معه، وتتعاظم مسؤولية هذا الفرد أو ذاك بحسب مكانته، ودوره في المجتمع الذي يعيش فيه، ويعد الرياضيون في وقتنا الحاضر من أهم الأشخاص تأثيرا في سلوكيات الأجيال الصاعدة، وسلوك الناشئة، الذي يتأثرون سلبا وإيجابا بمن يرونهم قدوة. والحقيقة التي لايمكن إغفالها وتجاوزها أن عددا غير قليل من الرياضيين لايلتزمون بالسلوك الحميد في حياتهم الخاصة والعامة، فكانت لهم كثير من التجاوزات، التي عادت عليه بالوبال من جهة وتشكل خطرا على المجتمعات من جهة أخرى. في الأيام الأخيرة شكلت اللجنة الأولمبية السعودية لجنة تعني بالصحة والسلوك الرياضي أوكلت لها مهمة حماية هؤلاء الرياضيين من العبث، الذي يمارسونه من جهة، وحماية المجتمع من أثار تلك السلوكيات الخاطئة وأوكلت إلى البروفيسور الدكتور فوزي الجاسر رئاسة هذه اللجنة، التي تضم في عضويتها نخبة من المختصين في الطب وعلم النفس والاجتماع، وستبدأ عملها خلال أسبوعين من الآن، وفي هذا التحقيق سنتعرف على أهداف اللجنة من جهة، وأبرز المشكلات والسلوكيات الخاطئة الموجودة في أنديتنا من جهة أخرى. تعريف الرياضي، حسب لجنة الصحة والسلوك الرياضي، إنه ثروة وطنية يجب حمايتها من كل ما يحيط بها من أخطار، وممارسات، وسلوكيات، وتطوير قدراته الذاتية والفنية للارتقاء بالمستوى الرياضي إلى أعلى المراتب، والعمل على الاستثمار الأمثل لما يصرف عليهم من أموال طائلة هي في واقع الأمر ثروة وطنية أيضًا. وتختلف لجنة الصحة والسلوك الرياضي عن لجنة الكشف عن المنشطات، حيث تهتم الأولى بسلوك اللاعب داخل وخارج الملعب، لمكافحة من يتناول المشروبات الممنوعة من الكحوليات وغيرها، بينما تهتم «المنشطات» بتعاطي المواد المحظورة بنص من لجنة مكافحة المنشطات الدولية. وتهدف لجنة الصحة والسلوك الرياضي إلى الحفاظ على اللاعبين صحيًا وبدنيًا، حتى يقدم كل ما يملكه من موهبة، بوعي تام، ويحقق الفائدة المرجوة لفريقه ولمنتخب بلاده. وإقرار هذه اللجنة يعد بمثابة اعتراف بوجود المشكلة، فكان لابد من مواجهتها بكل صراحة ووضوح للحفاظ على ثرواتنا الرياضية. وكان عدد من الرياضيين كشفوا صراحة في الفترة عن وجود بعض اللاعبين يتناولون المشروبات الكحولية، وكان أبرزهم قائد المنتخب الأسبق، فؤاد أنور، الذي تحدث صراحة عن المشكلة. اللاعب ثروة ومايصرف عليه ثروة واللجنة هي مؤسسة تهدف إلى النصح ومساعدة الرياضيين على أن يكون نماذج تحتذى في السلوك العام والخاص، باعتمادها على النصح لمن لهم سلوكيات خاطئة من جهة، والتوعية للجميع من جهة أخرى. وفي هذا الصدد يشير الدكتور الجاسر إلى أن اللجنة ليست مؤسسة عقابية، ولم تأت للتشهير بأحد فأول الخطوات ستكون حملة توعوية تستمر ستة أشهر تشمل كل أندية لاعبي دوري عبداللطيف جميل للمحترفين تقوم خلالها بعمل فحوصات دون سابق إنذار لجميع لاعبي الفريق (30) لاعبا تقوم خلالها اللجنة أيضا بعمل آخر يتمثل في انجاز اللوائح الخاصة بها، للتعرف على حال وسلوك كل لاعب، وعمل قاعدة بيانات تعتمد عليها الأندية والمنتخبات في آن واحد، حيث سيتم تطبيق العقوبات بدءا من الموسم المقبل بحول الله، ويضيف الدكتور الجاسر قائلا: النصح أولا والعقوبات ثانيا على ضوء هذه العينات والفحوصات وعندما تكون هناك عينات إيجابية فإن اللجنة ستوجه خطابا سريا إلى اللاعب مباشرة دون علم النادي بذلك تلفت نظره بضروة تعديل السلوك والإقلاع عن هذه العادة أو تلك، وتخطره أيضا بأنه سيكون عرضة للاختبارات المتتالية، وأن سيتم إبلاغ ناديه بالوضع لاتخاذ عقوبات مالية بحقه في المرة الثانية، وفي المرة الثالثة ستكون هناك عقوبات إيقاف لعدة مباريات وربما الشطب. لاتعارض مع المنشطات الدكتور الجاسر يشير أيضا إلى أن الفحوصات ستتم في غير أوقات المنافسات الرياضية، وهو الزمن الذي تقوم فيه لجنة المنشطات بعملها، مؤكدا في ذات الوقت أنه لايوجد تعارض، وتضارب بين عمل اللجنتين. من الناحية العلمية والطبية يؤكد الدكتور الجاسر أن تناول الكحوليات، وغيرها من المنشطات تؤدي إلى انخفاض المستوى العام للرياضي في المباريات على المستوى القصير، وإلى عدم استقرار المستوى على المستوى البعيد، وهذا مايفسر ظهور اللاعبين في مواسم معينه، وتراجع مستواهم في مواسم أخرى. ما السلوكيات الخاطئة للاعب السعودي الله يعين الآباء والأمهات اللاعب الدولي ومدير فريق الشباب والمنتخب الوطني السابق خالد المعجل، أشار إلى أن السلوكيات، التي يمارسها العديد من اللاعبين السعوديين تكون مزعجة للآباء والأمهات قبل الأندية، التي تواجه مشكلات كثيرة في هذا الجانب، وأن ذلك يستغرق جهدا ووقتا كبيرا للتعامل معها، وتكون الأندية أكثر قدرة على مواجهة اللاعبين لطول وقت وجودهم في النادي ومعرفة النادي الكاملة بأحوال اللاعب وقدرته على تطبيق اللوائح أكثر من المنتخبات، التي لايسعفها الوقت، ويشير المعجل إلى أن اللاعب يعمد إلى التمرد على والتحايل على اللوائح والأنظمة التي يراها عدوة له وأن الهدف منها هو السيطرة عليه. الثقافة الرياضية ضحلة ويرى الأمين العام المساعد لنادي الهلال والمدير السابق للمنتخب الأولمبي والشباب ونادي الرياض فهد الحميدي، أن انعدام الثقافة الرياضية لدى الجيل الحالي من اللاعبين هو أبرز أسباب السلوكيات الخاطئة لهؤلاء اللاعبين، وذلك ناتج عن انخفاض المستوى التعليمي لدى اللاعبين، الذي فضلوا الاحتراف بإغرائه المالي على مواصلة التعليم، مما أدى إلى انهيار تام للمنتخبات الوطنية!! ويضيف الحميدي قائلة من هذا المنطلق تعمد الأندية والمنتخبات إلى إقامة المعسكرات الداخلية والخارجية للسيطرة على سلوكيات اللاعبين، الذين يتعاملون مع المدربين والإداريين على أنهم أغنى، وأهم منهم، ويكون هؤلاء ضعفاء أمام اللاعبين في أغلب الأحيان. لايعرفون من الاحتراف إلا اسمه أوضح عبدالله السبيعي المشرف العام على فريق كرة القدم الأول في نادي الرائد سابقا أن أهم السلوكيات الخاطئة هي عدم الاهتمام من اللاعب بنفسه من ناحية النوم الكافي والتغذية، مما ينعكس على أداء اللاعب بالتمارين، ومن ثم يؤثر بشكل كبير على عطائه داخل الملعب، وكذلك التأخر عن مواعيد التمارين والغياب عن بعض التمارين بسب الظروف العائلية أحيانا والارتباطات الأسرية. مضيفا في حديثه «مع الأسف أغلب لاعبينا لا يعرفون من الاحتراف إلا اسمه فقط. السهر آفة ويلخص مدير فريق كرة القدم الأول بنادي التعاون عبدالله الدخيل، السلوكيات الخاطئة، التي يمارسها اللاعبون ويعاني منها النادي «تكمن بالانضباطية في جميع السلوكيات داخل وخارج الملعب، وأن السلوكية الأكثر تأثيرًا على اللاعب في مسيرته هي السهر. اسأل عن اللاعب قبل التعاقد معه نزيه النصر، نائب رئيس نادي الخليج، والمشرف العام على فريق كرة القدم بنادي الخليج، أكد أن مبدأ إدارة ناديه قبل البحث عن اللاعب وإمكانياته الفنية والسؤال عن الأمور الفنية أن تبحث في المقام الأول عن سلوك اللاعب وزاد أن أغلب أنديتنا تقع في مطب عدم السؤال عن سلوك اللاعب وتصرفاته قبل أن تسأل عن مستواه الفني، وأعتبر ذلك من أكثر المشكلات التي تواجه الأندية. دوليون وسلوكيات تفشل أما إداري الفريق الأول بنادي الاتفاق الكابتن سلمان النمشان، فقد شن هجوما على الاحتراف السعودي ووصفه بالانحراف، وأشار إلى أن السلوكيات الخاطئة في أنديتنا تكون داخل وخارج الملعب ولا تعلم بما يريده منك اللاعب وعدم إلمامه بالمفهوم الاحترافي. واستشهد بتصرف ناصر الشمراني مع المشجع في معسكر أستراليا والشجار داخل المعسكر بين نجوم كبار، وأن لاعبًا بحجم محمد نور يبعد عن معسكر ناديه لعدم احترامه لقرارات المدرب والمواظبة على التدريبات. الأندية تعرف المخالفين الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس اللجنة الأولمبية، الأمير عبدالله بن مساعد، الذي دشن أعمال اللجنة في مؤتمر صحفي قال: «إن تشكيل اللجنة وإشهارها هو اعتراف بوجود المشكلة، وبداية العلاج، مشيرا إلى أن الأندية تعرف جيدا اللاعبين الخارجين عن السلوك، وتعاني منهم كثيرا. المزيد من الصور :