بثت حركة "طالبان" أمس السبت (5 ديسمبر/ كانون الأول 2015) رسالة صوتية منسوبة إلى زعيمها الملا اختر منصور، لنفي ما أعلنته الحكومة من أنه قتل في معارك بين فصائل إسلامية. وفي تسجيل صوتي مدته 16 دقيقة أرسله متحدث باسم "طالبان" إلى وسائل إعلام أفغانية عبر البريد الالكتروني يقول صاحب التسجيل الذي قدمته الحركة المتمردة على انه زعيمها الملا منصور أن "الشائعات التي أفادت بأنني أصبت أو قتلت في كوشلاك (قرب كويتا في باكستان) غير صحيحة". ويضيف "هذه دعاية عدوة... أنا لم اذهب إلى كوشلاك منذ سنوات عديدة"، مندداً بـ "الشائعات" الرامية إلى بث الفرقة في صفوف حركة "طالبان". وتعذر التحقق من صحة التسجيل من مصدر مستقل، لكن العديد من قادة "طالبان" أكدوا لـ "فرانس برس" انه على ما يبدو صوت الملا منصور. وكانت قيادة "طالبان" نفت أمس معلومات أوردتها كابول ومصادر أخرى في الحركة المتمردة مفادها أن الملا منصور أصيب بجروح خطيرة في تبادل لإطلاق النار قرب مدينة كويتا الاسبانية خلال اجتماع للحركة التي تشهد انقساماً حاداً. وذهب متحدث باسم الحكومة الأفغانية يوم الجمعة الماضي إلى حد التأكيد أن منصور لم ينج من إطلاق النار، ما يهدد الجهود الجارية لإعادة إطلاق المحادثات بين كابول و "طالبان". وصرح المتحدث باسم نائب الرئيس الأول سلطات فايزي على "تويتر" أن "زعيم طالبان الملا اختر منصور توفي متأثراً بجروحه"، ولكن من دون أن ينسب هذه المعلومة إلى أي مصدر أو أن يقرنها بأي إثبات. غير أن المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد اعتبر هذه المعلومات "بلا أي أساس"، مؤكداً أن الملا منصور حي وبصحة جيدة. وكانت الحركة تكتمت على خبر وفاة زعيمها السابق الملا عمر طوال عامين. وتأتي هذه التطورات بعد أربعة أشهر فقط من تعيين منصور زعيماً لـ "طالبان"، وهي تعكس الانقسامات العميقة داخل الحركة المتمردة، التي شهدت رسمياً الشهر الماضي أول انقسام داخلي بعد ظهور فصيل منشق. وكان عدد من كبار قادة "طالبان" رفضوا مبايعة منصور، معتبرين أن عملية تعيينه كانت متسرعة ومنحازة. كما أن عديدين كانوا مستاءين من إخفاء وفاة الملا عمر لعامين، وكانت تصدر بيانات سنوية باسمه خلال تلك الفترة.