شكك مسؤولون كبار في حركة طالبان اليوم الأحد (6 ديسمبر/ كانون الأول 2015)، في صحة الرسالة الصوتية المنسوبة الى زعيمهم الملا اختر منصور لنفي وفاته، فيما اعلنت السلطات الافغانية انها تحاول التحقق من ذلك. ونشرت "طالبنان" السبت تسجيلا صوتيا من 16 دقيقة اعلنت انه رسالة من الملا منصور، فيما اكد مسؤولون كبار في الاستخبارات الافغانية وعدد من المصادر في طالبان انه قتل الثلاثاء في تبادل لإطلاق النار مع قياديين في الحركة في باكستان. ويشهد تمرد طالبان انقساما منذ تعيين الملا منصور في الصيف الفائت خلفا لزعيم الحركة التاريخي الملا عمر. كما يسود الحذر التنظيم الذي كتم خبر وفاة الملا عمر الذي وقع في 2013 لاكثر من عامين، ولم يعلنه رسميا حتى 31 تموز/يوليو 2015. في تلك الفترة استمر بث رسائل صوتية نسبت الى الملا عمر. وصرح مسؤول كبير في طالبان الاحد لوكالة فرانس برس "اعتقد ان التسجيل مزور. اعتقد انه مات" معتبرا ان التمرد يسعى الى كسب الوقت لتعيين زعيم جديد والتعافي من "هذه الصدمة المفاجئة". وتابع "نحتاج الى اثباتات اضافية". وصرح مسؤول اخر في طالبان "بعد الاستماع الى الرسالة، لم اقتنع بانه منصور"، فيما أكد مسؤول ثالث ان زعيم التنظيم توفي الخميس متاثرا بجروحه. في التسجيل الصوتي الذي ارسله متحدث باسم طالبان الى وسائل الاعلام يسمع صوت رجل يقول "سجلت هذه الرسالة كي يعلم الجميع انني على قيد الحياة"، وان "الشائعات التي افادت بأنني اصبت او قتلت في كوشلاك (قرب كويتا في باكستان) غير صحيحة". ثم يضيف "هذه دعاية معادية (...) انا لم اذهب الى كوشلاك منذ سنوات عديدة"، منددا ب"الشائعات" الرامية الى بث الفرقة في صفوف حركة طالبان. من جهة اخرى اعلن المتحدث الحكومي الافغاني سلطان فائضي انه غير واثق من صحة التسجيل، مؤكدا في تغريدة "سنجري تقييمنا الخاص". واعتبر المحلل الباكستاني الخبير في شؤون طالبان رحيم الله يوسفزاي ان الصوت في التسجيل يشبه صوت الملا منصور، وقال "اعتقد انه هو" لكنه اردف "لماذا انتظروا خمسة ايام" قبل نشر هذه الرسالة؟". واضاف "لو فعلوا ذلك قبلا لكان اكثر فعالية". وتأتي هذه التطورات بعد اربعة اشهر فقط من تعيين منصور زعيما لطالبان، وهي تعكس الانقسامات العميقة داخل الحركة المتمردة، التي شهدت رسميا الشهر الماضي أول انقسام داخلي بعد ظهور فصيل منشق. وكان عدد من كبار قادة طالبان رفضوا مبايعة منصور، معتبرين ان عملية تعيينه كانت متسرعة ومنحازة. كما ان عديدين كانوا مستاءين من اخفاء وفاة الملا عمر لعامين، وكانت تصدر بيانات سنوية باسمه خلال تلك الفترة.