أدى اعتدال الأجواء هذه الأيام إلى انتشار أعداد كبيرة من المخيمات البرية على جانبي الطريق المؤدي إلى مطار الملك فهد وأيضا طريق الرياض - الدمام، الأمر الذي ولّد معه سوقا سوداء في أسعار تأجيرها على الراغبين، تديرها مجموعة من العمالة الوافدة التي استغلت إقبال الناس الكثير عليها لاستثمار مثل هذه الأجواء إلى حد وصل معه سعر ايجار اليوم الواحد للمخيم ما بين 400 إلى 1500 ريال، وزاد من هذا الأمر ما تشهده بعض محافظات المنطقة من ارتفاع متوقع في زيادة إقبال رواد البر من الدول المجاورة خلال عطلة نهاية الاسبوع. ووفقا لعدد من الأهالي الذين توجهوا للبر للاستمتاع بالاجواء الجميلة، فإن العمالة الوافدة تدير تلك المخيمات منذ أكثر من 15 عاما دون حسيب أو رقيب، كما أن هناك عمالة أخرى تقوم بتأجير الدبابات البرية على المتنزهين بأسعار تتراوح من 50 إلى 150 ريالا للساعة الواحدة. وبينوا أن 90 في المائة من تلك المخيمات يملكها أفراد سعوديون ولديهم عمالة دورها التأجير فقط، علما بأنها تنعدم فيها وسائل السلامة، حيث إن التمديدات الكهربائية فيها عشوائية، فضلا عن أنها ليس عليها أي رقابة من الجهات المختصة. وكان الدفاع المدني قد طالب خلال موقعه الالكتروني المتنزهين بضرورة اتباع أنظمة السلامة وعدم اللجوء الى منحدرات الأودية والسيول، وعدم ترك الأطفال للعبث بمعدات الطبخ كاسطوانات الغاز والحطب والفحم وجميع المواد المشتعلة داخل الخيام دون مراعاة للتعليمات الخاصة بالسلامة والمطلوب مراعاتها في مثل هذه الحالات. وتفيد تقارير صحية بأنه عند إشعال الفحم ينتج عنه غاز أول أكسيد الكربون الذي لا لون له ولا رائحة، والذي إذا استنشقه الإنسان فإنه يؤثر على خلايا المخ ويؤدي إلى خمول وتثاقل يعجز فيه الشخص عن القيام أو الوقوف أو حتى طلب الاستغاثة، وقد يسقط ميتاً خلال دقيقتين إلى دقائق - لا قدر الله-. ولقد حددت المديرية العامة للدفاع المدني تعليمات السلامة التي ينبغي اتباعها ومراعاتها عند استخدام الفحم أو الحطب في المخيمات البرية، وهي: مراعاة أن يشعل الفحم أو الحطب خارج الخيام، والحذر عند اشتداد الهواء أو الرياح من إشعال الفحم أو الحطب ويفضل عدم إشعالهما لخطورة تبدد الشرر وارتفاع ألسنة اللهب وحدوث حريق في المكان، وفتح النوافذ والأبواب لمرور تيار الهواء النقي لتفادي الاختناق أو التسمم بغاز أول أكسيد الكربون، وإبعاد الفحم أو الحطب عن المواد سريعة الاشتعال كالفرش أو الملابس أو المواد الورقية داخل المخيمات، والتأكد التام من إطفاء الفحم أو الحطب عند النوم، ومراقبة الأطفال ومنعهم من الاقتراب أو العبث في مخلفات الفحم أوالحطب، وعدم رمي مخلفاتهما في صناديق النفايات حتى يتم التأكد من إطفائه تماماً. المخيمات البرية انتشرت على امتداد طريق الدمام سباقات بالدبابات تنطلق نحو أعالي الكثبان