فرملت حالة التقشف التي تمر بها البلد، مشروع تطوير صناعة الفخار بقرية عالي، بما في ذلك الوعد المرتبط بإنشاء متحف للطين وتطوير المصانع التي يؤكد ممثل أصحابها عبدالنبي عبدالرحيم أنها الآن «بين الحياة والموت». بديل ذلك، المشروع الأقل كلفة، والذي تحدثت عنه رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخ مي بنت محمد آل خليفة، خلال زيارتها أمس الأول السبت (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) لقرية عالي، وبينت حاجته لتصاميم جديدة، بدل التصاميم الجاهزة ذات الكلفة المرتفعة. هذا، ومن المقرر أن ينعقد اليوم الاثنين (30 نوفمبر 2015)، اجتماع بين مسئولي هيئة البحرين للثقافة والآثار وأصحاب المصانع السبعة، وذلك لتسهيل آلية الحصول على مادة الطين، والبدء في توقيع عقود تمليك المصانع. قبل ذلك بيومين، كانت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، في زيارة لقرية عالي بمعية وترتيب من قبل النائب رؤى الحايكي، استمعت فيها لمطالب أصحاب المصانع المرتبطة بشح مادة الطين وعدم الاستقرار جراء تسجيل أراضي المصانع باسم الهيئة قبل 12 عاماً. وأسفرت الزيارة، عن منح صناعة الفخار بقرية عالي، قبلة حياة بعد وعود جديدة تعلقت بإنشاء القرية الفخارية بالمنطقة، مقروناً ذلك بالحاجة للشراكة مع وجهاء القرية وأهاليها، والقطاع الخاص، من أجل التغلب على تحديات الموازنة. وكان أصحاب المصانع، قد استبقوا ذلك بشكاوى بثتها «الوسط»، أكدوا من خلالها أن المصانع قد تلفظ أنفاسها الأخيرة، حال استمرت الوعود الرسمية والتي تحصل عليها الأهالي خلال السنوات الأخيرة، بلا تنفيذ. رغم ذلك، أثنى أصحاب المصانع والنائب الحايكي، على زيارة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، وعلى تشبثها بمسألة الحفاظ على صناعة الفخار من خطر الزوال. ونوهت النائب الحايكي التي تؤكد حملها راية الدفاع عن صناعة الفخار، بسعيها لإنهاء ملف تطوير الفخار خلال السنوات الثلات المقبلة. وأضافت «تأتي الزيارة لتواصل حالة الحماس التي تمتلكها الشيخة مي، وتفعيلاً لما تناوله برنامجي الانتخابي، والذي تمخض عن تقديم اقتراح برغبة رفع للحكومة للمطالبة بالتنسيق مع الجهات الحكومية فيما خص مشروع تطوير صناعة الفخار». وتوضيحاً لنتائج الزيارة، قالت الحايكي «ما جرى، خطوة ضمن خطوات، حيث البداية ببحث احتياجات الحرفيين والمصانع من مادة الطين، وتوقيع العقود، وسط وعود إيجابية قدمت من الهيئة، يتوقع لها أن تثمر مع الاجتماعات المقبلة». وعن مشروع إنشاء القرية الفخارية، أوضحت الحايكي أن «الشيخة مي تحدثت عن التحديات المرتبطة بالموازنة إلا أنها أكدت تمسكها بالمشروع والبحث عن سبل للتغلب على التحديات وذلك عبر تفعيل خيار الشراكة المجتمعية، تحديداً مع الأهالي ووجهاء المنطقة والقطاع الخاص»، مشيرةً إلى أن التصاميم الجاهزة سيتم تعديلها عبر المسابقة المطروحة، وذلك لتتناسب مع تحديات الموازنة، حيث الحرص على الخروج بتصاميم واقعية، بسيطة ومستدامة وتخفض من الكلفة. وذكرت أن المشروع سيسهم في تعزيز موقع المنطقة ضمن خارطة البلد السياحية، كما سيشكل مصدر دخل للأهالي الذين استبشروا خيراً بعد زيارة الشيخة مي. وتستعد هيئة البحرين للثقافة والآثار، لتحديد الموعد الزمني لتسلم التصاميم المشاركة في مسابقة اختيار أجمل تصميم لمخطط تطوير منطقة صناعة الفخار في عالي، وتحديد موازنة المشروع بناءً على ذلك. بدوره، قال ممثل أصحاب المصانع عبدالنبي عبدالرحيم: إن «مشروع تطوير المنطقة كان طموحاً وتضمن إنشاء متحف للطين وتطوير المصانع، إلا أن الشيخة مي صارحتنا بعدم توفر الموازنة المرصودة مسبقاً وتحولها لجهات ثانية، وفي ظل الصعوبات الاقتصادية عبرت عن تعويلها كبديل على وجهاء القرية». وأضاف «اليوم (الاثنين)، سنعقد لقاء مشتركاً مع الهيئة وذلك من أجل تسهيل تنفيذ آلية الحصول على مادة الطين، على أن تنسق الهيئة مع بلدية الجنوبية في ذلك»، وتابع «كذلك سيتم النظر في مطلب توقيع عقود تمليك المصانع لأصحابها، بعد أن تسبب تسجيلها باسم الهيئة (وزارة الثقافة سابقاً)، في خلق حالة من الإحباط في صفوف أصحاب المصانع نتيجة عدم الاستقرار وعدم القدرة على التطوير وهواجس طلب المغادرة في أي وقت، ومن المقرر أن تحمل العقود صفة التمليك لكننا بانتظار اجتماع اليوم لوضع النقاط على الحروف ومعرفة الصيغة القانونية».