ماذا تستطيع المدن إنجازه خلال مدّة ٢٢ سنة من عمرها المديد؟ الجواب هو الكثير، طالما توفّر المال، والجهد البشري، والتخطيط السليم، وفوق كلّ ذلك النزاهة، والإخلاص!. كمثال: أنجزت مدينة اسطنبول التركية خلال هذه المدّة، بل أقلّ، مهمّة الانتقال من مدينة عالم ثالث إلى أحد أجمل مدن العالم، وأكثرها تطورًا، ومقصدًا للسُيّاح من حول العالم!. والذين يستصغرون هذه المدّة، هم مخطئون، ففي عُرْف الدول لا المدن تمثّل المدّة أكثر من ٤ خطط تنمية خمسية، وهي كافية.. لا لتحقيق إنجازات للمدن القائمة، بل لإنشاء مدن نموذجية جديدة تعجّ بملايين السُكّان! لهذا أستغرب خبر جريدة المدينة يوم السبت الماضي، ٩ صفر ١٤٣٧هـ، عن مطالبة قرية عريش ثقيف التابعة لمدينة الطائف سفلتة طريق القرية الوحيد منذ ٢٢ سنة، ومع ذلك لم تقم الأمانة بسفلتته! يا خبر أسود، يا خبر زيّ بعضه، طريق ترابي يتيم لم يُسفلت منذ ٢٢ سنة، أو ٨٠٣٠ يومًا، وأخشى أنّ قيمة السنة في عُرْف بعض الأمانات تساوي شهرًا، وربّما يومًا، أو حتى ساعة، وأنّ القُرى بعيدة عن حسابات هذه الأمانات التي هي الجهة المسؤولة! يُقال إنّ فيثاغورث كان يُصمّم لإنشاء جسر على المحيط الأطلسي بين أوربا وأمريكا بطول آلاف الكيلومترات خلال بضع سنوات، لكن أدركه الموت، وبعضنا لم يُصمّم ولم يُنفّذ طريقًا ترابيًا بطول بضع مئات من الأمتار خلال ٢٢ سنة، عجبي بقدر ما بلغته جبال الطائف من أطوال. @T_algashgari algashgari@gmail.com