دائما ما اتخيل أن يكون لجمعيات الفنون والثقافة دور فاعل وجهد واضح في(الحركة) الثقافية وكلمة (الحركة)..باتت أكثر غربة من ذي قبل/ وكأنها صفة غير منطبقة لحال الثقافة لدينا والتي تميل إلى الركود/ وشيء من التفاؤل يجعلني اقول(تميل إى الركود) ولا أقول راكدة أو توقفت!. ويشبه هذا الأمل..جمرة بين الرماد/وحزمة حطب/تنتظر(النافخ).. ليعيد للحركة الثقافية أمجادها.. وقد يكون هذا(النافخ)..المنتظر موجود في اروقة أحدى الجمعيات/ متكدس كما هي متكدسة اوراق المراجعين في الدوائر الحكومية.. يغلب على عمل جمعيات الثقافة والفنون طابع العمل التطوعي.. وأغلب الذين يمارسون هذا العمل يقومون به برغبة منهم لا بتكليف من أحد وإن كان هناك مايشبه الترشيح لبعض المناصب الشرفية كرئيس الجمعية..ويأتي هذا الترشيح (وهذا مفترض) بعد قراءة لما يقدمه المرشح للمنصب من دعم للحركة الثقافية سواء كان هذا الدعم ماديا أو معنويا أو إثراء للمكتبات العامة أو الخاصة.. ويفترض في أي رئيس ترأس جمعية ثقافية أن يكون ملما بما تحتاجه الحركة الثقافية في المنطقة التي يرأسها لكي يذلل لها كل الصعوبات التي قد تعوق حركتها..وأن يكون مطلعا على أغلب نتاج منطقته وعارفا أغلب مثقفيها وشعرائها ليصل ومبدعوه إلى قمة هم ينشدونها.. يجب أن يكون لجمعيات الثقافة والفنون دور أكبر من هذا الدور الذي يقومون.. فنحن لانراها ولا نسمع بها إلا بالمناسبات فقط..كزيارات ومناسبات ..وكأن الابداع مقتصر عند هذا الحد..وبمجرد ذهاب هذا الزائر الكريم تنتهي صلاحية الإبداع!!.. فيعود كل شيء الى الركود الممل..فتدخل الى الجمعية وكأنك داخل الى قصر هاجر أصحابه ولم يعد فيه سوى الخدم ينتظرون عودة أصحابه!!.. مع أن الحكومة حفظها الله لم تبخل يوما على أي جهة تهتم بالثقافة سواء كانت جمعيات ثقافية أو أندية أدبية وحريصة كل الحرص على شبابها ورفع مستواهم الفكري. ولا اعتقد أن يتحقق هذا الهدف المنشود إن لم تواكب هذه الجمعيات التطور المستمر الذي يطرأ على الفكر..لتواجهه إن كان مضرا أو تذهب معه إن كان يصب في المصلحة.. ومن الملاحظ أيضا أن كل جيل يأتي الى هذه الجمعيات يلغي دور الجيل الذي قبله..مما زاد من الهوة بين الماضي والحاضر وزاد من المخاوف في التوقعات والتنبؤات التي يخبؤها لنا المستقبل..فبقراءة سريعة للمعطيات تجد أن هناك تنافرا بين الأجيال لعدم وجود رابط بينهم ويفترض أن تقوم الجمعيات الثقافية أو الأندية الأدبية بهذا الواجب.