واصل قادة عسكريون في إيران، حملتهم على وزير الخارجية محمد جواد ظريف، مؤكدين أن قواتهم تملك «أسلحة مذهلة جداً» سترغم «العدو» على الاستسلام، كما حضوا الرئيس حسن روحاني والوفد المفاوض في الملف النووي على «صون دماء الشهداء والتمسك بنهج الصمود والمقاومة». في المقابل، كرر ظريف دفاعه عن سؤال طرحه الأسبوع الماضي، بدا انه يشكك في قدرة القوات الإيرانية على التصدي لهجوم أميركي، إذ قال: «مقاومة الشعب الإيراني وصموده، ردعا أميركا عن شن هجوم على إيران، لا عدد الدبابات أو الصواريخ، وهذا أساس الكلام الذي قلته في جامعة طهران». وشدد على أن كلامه «يستند إلى توجيهات الإمام الخميني والقيادة الفذة للنظام وثقافة الاستشهاد». لكن قائد «الحرس الثوري» الجنرال محمد علي جعفري دعا «رئيس الجمهورية والمسؤولين والوفد المفاوض في الملف النووي» إلى «صون دماء الشهداء والتمسك بمواصلة المفاوضات بنهج الصمود والمقاومة». وذكّر بأن مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي «سمح بالتفاوض على أساس مرونة الأبطال»، وبأن الوفد المفاوض في جنيف «لم يحدْ عن مبادئ الثورة وقيمها»، مستدركاً: «لكن عندما يكون مقرراً أن تعطي المفاوضات ثمارها، يجب صون عزة الشعب الإيراني. ممكن أن تكون بعض حالات المرونة مناقضة للصمود والمقاومة، ويجب التمسك بالمبادئ والخطوط الحمر». واعتبر جعفري أن «تطوير الصناعات الصاروخية» يشكّل «أحد تدابير الردع»، مشيراً إلى أن القوات الإيرانية «تخفي صواريخها في كل أنحاء البلاد، والعدو يعجز عن الإضرار بها، ولو (أطلق) آلافاً من الصواريخ». ولفت إلى أن «أساليب تخزين صواريخنا وإطلاقها، تشبه أساليب الحرب غير المتماثلة التي استخدمها حزب الله (اللبناني) في حرب الـ33 يوماً» ضد إسرائيل عام 2006. وأعلن أن بلاده ستصنع طائرات بلا طيار «قادرة على التحليق 24 ساعة وبسرعة فائقة»، مشيراً إلى «تجهيزها بقنابل وصواريخ». أما قائد ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس) الجنرال محمد رضا نقدي فأشار إلى أن «القوات الإيرانية تملك أسلحة مذهلة جداً ولا تُصدَّق، يجهل العدو الكثير منها وسترغمه على رفع يديه مستسلماً». وفي إشارة ضمنية إلى ظريف، نبّه إلى أن «بعضهم لا يملك تصوّراً صحيحاً عن قدرات التسلّح» الإيرانية، مضيفاً: «على أميركا، إذا أرادت أن تسأل عن قدراتنا العسكرية، أن تتوجّه إلى عسكريينا، لا إلى ساسة أو ديبلوماسيين». وزاد: «يكفي أن ترتكب أميركا خطأً، لترى الكارثة التي ستحلّ بها». الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، تحدث عن «مرحلة حساسة جداً» تواجهها طهران، منبّهاً إلى أن «الغفلة قد تؤدي إلى إهدار إنجازات». واستدرك: «نعرف كيف نواجه الأميركيين، وحين نشعر بمسّ لسيادتنا، سنجعل كل الاتفاقات تحت أقدامنا. نفوذنا على الأقل حتى شرق المتوسط، أقوى كثيراً من (نفوذ) أميركا». وأعلن الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الأركان الإيراني، أن بلاده «أعدت سيناريوات لمواجهة الشيطان الأكبر»، وزاد: «أجرينا اختبارات وتدريبات عليها، ونحن مستعدون لتنفيذها». في غضون ذلك، اعتبر روحاني لدى لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في طهران، أن «مفهوم اتفاق جنيف هو الاعتراف الرسمي بكل حقوق إيران، بما فيها تخصيب اليورانيوم». وأظهر استطلاع للرأي أعدّه «مركز استطلاعات الرأي للطلاب الإيرانيين» ونشرت نتائجه وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا)، أن 58 في المئة من الإيرانيين يؤيدون روحاني، فيما اعتبر 51 في المئة أن أولوية الحكومة يجب أن تكون حلّ المشكلات الاقتصادية. ونشرت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية النافذة لائحة بأبرز مئة «مفكر» في العالم، واضعة روحاني في المرتبة الـ18، ومشيرة إلى أنه «يحاول تقديم نفسه بصفة براغماتي للرئيس (الأميركي) باراك أوباما».