النسخة: الورقية - سعودي طرحت سؤالاً أمس عن الفشل العربي في تحقيق إنجازات تنموية حقيقية، سواء في نقلة اقتصادية يشعر بها المواطن البسيط، نقلة تجعل المستقبل لا يشكل ضاغط قلق عليه ولا يحصر جل جهده وتفكيره في الفكاك من بيروقراطية وانتظار تحقق وعود، أم في إنتاج واختراعات، ولو في قطاع محدد تتميز به دولة عربية عن غيرها من دول العالم، لم يحدث هذا على رغم حرص معلن على الإنجاز. والقصة هي في حسن الاختيار، الثقة دائماً هي الأساس المحدد للاختيار وليست الكفاءة، وربما تجتمع الثقة مع الكفاءة أحياناً، لكنهما تحتاجان إلى تسويق وعلاقات عامة. كلاهما لا قيمة له من دون علاقات عامة بالدائرة الضيقة، التي يمكن لها أن تعوم بأحد على سطح الأضواء أو تغرقه. تلك واحدة، أما الثانية التي تشترك أيضاً في سبب حدوث إنجازات وهمية، فهي عدم القدرة على الفرز ما بين الحقيقي والوهمي، الممكن وغير الممكن، وفق الظروف والإمكانات. فحين يقدم مسؤول تنفيذي برنامجاً أو مشروعاً، مصوراً إياه على أنه إنجاز باهر مختلف ومتقدم عن غيره، فلن يجد الـ«فلتر» المناسب للتأكد من دقته. عدم القدرة على الفرز مسؤول عنها فريق الدائرة الضيقة المحيطة بصاحب القرار. إذ إنه كلما ظهر مشروع تم تبنيه ومباركته، ثم ثبت لاحقاً أنه فقاقيعي وهلام في هلام، فهو دليل على عدم القدرة على الفرز، وهذا يعيدنا إلى السبب الأول، القدرة على حسن الاختيار. والخيط الرفيع الرابط هنا هو البحث عن إنجاز وعلى عجل لزوم تصدر الحفلة البهيجة، والانشغال في إعداد الحفلة تكون الشغل الشاغل. وللموضوعية من الطبيعي أن تحدث أخطاء، لكن من غير الطبيعي تكرارها، ومن المثير للدهشة ألا تتم إعادة التقويم. وقيل في الأمثال: «من يُلدغ من حية يحذر من الحبل». www.asuwayed.com asuwayed@