×
محافظة المنطقة الشرقية

إمام الحرم: التفجيرات والهجمات الإرهابية لا يقرها دين ولا عقل

صورة الخبر

حينما تتوقف بالقرب من مطار ما، وتتأمل طائرة قادمة من بعيد، وهي تدنو بهدوء رغم إمكاناتها العالية، وقدراتها في السرعة، ثم تلامس الأرض، وتتحكم بذاتها للتوقف بسلام، يعلمنا ذلك أن الهدوء والاتزان يصل بك إلى بر الأمان دائماً، وأن مواجهة الأمور بلا رويّة تؤدي إلى نتائج غير مرضية وربما كارثية. الهدوء أولى الركائز التي يحتاجها الإنسان في مواجهة أي ظرف، أو مشكلة يقع فيها، فالهدوء قادر على توجيهك بشكل صحيح تجاه الحلول المناسبة، لكن الأمر الصعب ليس في الهدوء بحد ذاته إنما تعلم تقنياته وتذكر تطبيقها إذا حل على الإنسان أمر ما. حالة الارتباك التي يتعرض لها الإنسان في مواجهة ظروف تجعله ينسى أن يكون هدئاً لينظر إلى الأمور بعقلانية دون خوف أو انزعاج. لابد أن يدرك الإنسان أن حالة الهلع التي ربما يمر بها في أي موقف لن تحل أي مشكلة، إنما ستجعله أكثر تشنجاً، وعدم قدرة على رؤية الأمور بشكل صحيح، وربما ينتج عن ذلك قرارات غير صائبة أو انهيار نفسي لحظي مفاجئ. تذكر حينما يحل بك موقف عصيب كلمة «اهدأ». حينما تتكرر هذه الكلمة في عقلك وفي شؤونك وتفاصيل يومك ستكون بالتأكيد هادئاً، كن على قدر عالٍ من المسؤولية في تطبيقها، فالهدوء أول حلول المشكلات، وهو الطريق الصحيح تجاه إنهاء الأزمات. ماذا يعني أن نكون هادئين في مواجهة الظروف؟، يعني حماية الجسد من إنتاج الهرمونات الضارة التي تفضي إلى مزيد من التعب، والمحافظة على التوازن، ومنح العقل فرصة ليعمل بصورة أدق وأفضل ويوجد الحلول. «أبق هادئاً» حينما تعصف بك الأيام، وترى ما لا تستطيع استيعابه، فكر أولاً بنفسك، أنت قبل كل شيء لأنك منطلق للحلول، أو أحد أطرافها، فإن كانت الأزمة تعنيك فحلها أيضاً يعنيك لذلك عليك أن تتحلى بالشجاعة تجاه أي أمر وتمسك العصا من المنتصف وتفكر بطريقة أكثر عمقاً، وإذا استعصى عليك الحل، لا تنسى كلمة «اهدأ»، فهي مفتاح لتمرين العقل على استيعاب الهدوء. تقنيات الهدوء تبدأ أولاً من العقل، وتترجم الأفكار بعد ذلك إلى فعل، تذكر أن تبقى هادئاً ثم تتنفس بعمق وأغلق باب الأفكار السلبية، وانظر إلى جوانب أخرى للأزمة أكثر تفاؤلاً، ولا يغيب عن ذهنك أن ما يتعرض له الإنسان ما هي إلا لحظات عسيرة لا تلبث طويلاً ثم تذهب، وأن معظم الأيام هي أيام مستقرة هادئة وأي عارض عليها لا يعني أن الأمور كلها سوداوية، وأن الحلول الممكنة تجاه أي مشكلة تأتي بعيداً عن العواطف ويحكمها مبدأ المنطق، والمنطق يأتي حينما يكون الإنسان محايداً محافظاً على هدوئه قادراً على التفكير باتزان، فالعقل يتخلى عن منطقيته إذا دخلت العاطفة على طريقه وأصبحت هي المتحكم في الأمر.