القاهرة: محمد عبده حسنين ووليد عبد الرحمن تترقب مصر اليوم اختبارا حقيقيا للحشود، حيث دعمت مؤسسات الدولة دعوة قائد الجيش المواطنين من أجل التظاهر اليوم لتفويض القوات المسلحة في مواجهة «قوى الإرهاب»، وهي الدعوة التي أعلنت الكثير من القوى السياسية والشعبية المصرية المناوئة للرئيس السابق محمد مرسي الترحيب بها، بينما استمرت جماعة الإخوان المسلمين وعدد من مؤازريها من التيارات الإسلامية في تصعيدهم، ودعواتهم للاحتشاد لمقاومة ما سموه «الانقلاب على السلطة». وقال مسؤول عسكري، أمس، إن الجيش المصري أمهل جماعة الإخوان المسلمين حتى عصر السبت للانضمام إلى المصالحة السياسية، وذلك بعدما أصدر الجيش تهديدا ضمنيا باستخدام أساليب أشد ضد الجماعة، موضحا أنه «لن يبادر بأي إجراء، لكن سنرد بقسوة، بالتأكيد، على أي دعوات للعنف أو الإرهاب الأسود من زعماء (الإخوان) أو أنصارهم. نتعهد بحماية المحتجين السلميين بغض النظر عن انتمائهم». من جهتها، عبرت واشنطن عن قلقها إزاء دعوة الجيش إلى التظاهر اليوم، مطالبة بضبط النفس. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جينيفر بساكي: «نحن قلقون جدا»، مضيفة «نخشى أن يؤدي ذلك إلى أعمال عنف جديدة»، وأشارت إلى الخوف من «مواجهات تعرقل أي إمكانية للمصالحة». مواضيع ذات صلة السلطات الأمنية المصرية تحذر من اللجوء للعنف وتتعهد بـ«تجفيف منابع الإرهاب» من جهته، اتهم جهاد الحداد، المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين، الفريق أول عبد الفتاح السيسي بالسعي لمذبحة من خلال دعوته الشعب المصري للتظاهر اليوم (الجمعة)، قائلا إنه اليوم الذي سبق أن أعلنت جماعة الإخوان أنها ستنظم فيه مسيرات رئيسة حاشدة للمطالبة بعودة الرئيس الذي عزله الجيش مطلع هذا الشهر. وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن المتظاهرين المؤيدين لمرسي سيواجهون الرصاص بصدورهم. وشدد على أنه، بعد عودة «الشرعية (أي للوضع الذي كانت عليه البلاد قبل عزل مرسي)، فإننا لن نسمح بأي دور سياسي للعسكر مرة أخرى». في غضون ذلك، عرض رئيس الوزراء السابق هشام قنديل «مبادرة» لتسوية الأزمة من 3 مبادئ، تبدأ بالتهدئة وإطلاق المعتقلين وتنتهي باستفتاء على خريطة طريق. بينما انتقد علماء أزهريون ما جاء في رسالة مرشد جماعة الإخوان المسلمين في مصر، الدكتور محمد بديع، الأسبوعية أمس، التي ساوى خلالها بين المساس بـ«الإخوان» وهدم الكعبة.