في خطوة وصفها تربويون بأنها تأتي لتعزيز القيم الوطنية والمحافظة على انتظام الطلاب في الحضور، بث عدد من المدارس في مناطق السعودية مباراة الأخضر، الذي حقق فوزا ساحقا على مضيفه تيمور الشرقية في الجولة الثامنة من مباريات المجموعة الأولى من التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019. وخصصت المدارس التي بثت المباراة أماكن لعرضها من خلال شاشات كبيرة أعدت لذلك، وذلك في أجواء وطنية، غاب فيها الانتماء إلى الفرق، وحضر تشجيع الأخضر، حيث شارك المعلمون الطلاب فرحة الفوز والانتصار. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي عددا من المدارس في الرياض وجازان وشقراء والدمام للمباراة حيث لوحظ الحماس والتشجيع من قبل المعلمين والطلاب. وأكد لـ"الاقتصادية" تربويون أن قيام قيادات المدارس ببث المباراة لطلابهم فكرة جميلة تعزز القيم الوطنية، وتحافظ على تسرب الطلاب وغيابهم، وتوجههم إلى المقاهي. وأكد الدكتور أنور أبو عباة مدير إدارة النشاط الطلابي في تعليم الرياض، أن مثل هذه الخطوات التي يقوم بها قادة المدارس خطوة جيدة، خصوصا أن الهدف من بث مباراة المنتخب تشجيع الطلاب على الحضور وحمايتهم من التسرب والغياب، إضافة إلى تعزيز قيم الانتماء والمواطنة، وتدريب الطلاب على ثقافة التشجيع. وأشار إلى أن رأيه الخاص بأن هذه المبادرات من قبل إدارات المدارس جيدة، خصوصا إذا روعيت الضوابط المنظمة لذلك، مشيرا إلى أن ما يتم التأكيد على المدارس بأن الابتكار والتجديد والتنوع في البرامج والفعاليات المنفذة وتوجيه جميع مجالات وبرامج النشاط المختلفة لتعزيز قيم الانتماء والمواطنة. وزاد، "علينا تأصيل الحس الوطني في وجدان الناشئة وتذكيرهم بواجبهم تجاه وطنهم الغالي، فالوطن له مكانة كبيرة، ودورنا غرس القيم السامية للناشئة". وشاركه الرأي علي الشعيلان رئيس القسم الرياضي في تعليم الرياض ومدير المنتخب السعودي للشباب، معتبرا أن مثل هذه الخطوات من قبل إدارات المدارس إيجابية، وتحقق أهدافا تربوية، حيث تسهم في حث الطلاب على الحضور، ومشاهدة مباراة المنتخب في أجواء يسودها المحبة وتشجيع الأخضر، وقال، "هناك تجارب عالمية في هذا الاتجاه، مستشهدا بتجربة الأرجنتين في إطار نهائيات كأس العالم 2014، حينما أعلن وزير التربية الأرجنتيني، أنه سيكون بإمكان التلاميذ الأرجنتينيين المتابعة المباشرة للمباريات التي سيخوضها منتخبهم الوطني لكرة القدم في إطار نهائيات كأس العالم التي اقيمت في البرازيل"، مشيرا إلى أن جميع القاعات في المؤسسات التعليمية في ذلك الوقت تم فتحها لتمكين التلاميذ من متابعة المباريات جماعة برفقة مدرسيهم.