كشف وزير السياحة والآثار الأردني، نايف الفايز، عن تراجع أعداد السياح إلى البلاد بنسب غير مسبوقة، قدرها بنحو 13 في المائة، في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالعام 2014، معتبراً أن الظروف الإقليمية، وتصوّر السياح الأوروبيين بتأثر الأردن أمنياً بالحروب في المنطقة، تقف وراء ذلك التراجع. وقال الفايز، في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء، للحديث عن خطة حكومية لاستعادة الأرقام المتناقصة من أعداد السياح حضرته CNN بالعربية، إن مدينة "البتراء" الأثرية، جنوبي المملكة، عكست المؤشر الأصعب لتراجع أعداد السياح، رغم أن الظروف الاقليمية تصب إجمالاً لصالح السياحة الأردنية. وأردف الفايز بالقول حول أسباب التراجع: "على مستوى السياحة الأجنبية، الأرقام هي التي تضررت أكثر"، مؤكداً أنه "لا يوجد أي مبرر بعدم قدوم المجموعات السياحية الأجنبية للأردن.. هناك عدم وضوح للسائح بوضع الأردن، وبالظروف التي تحيط بنا، هناك وضع صعب بالمنطقة، ولكن هناك أعداد كبيرة من الزوار العرب أيضاُ." ولم ير الفايز أن هناك سبباُ أمنياٌ مباشراٌ لتسجيل هذا التراجع، وعلق بالقول: "كما قلنا، لا يوجد سبب أمني، أو سبب عدم استقرار في الأردن، من شأنه أن يمنع الزوار.. الكثير من الاعتقاد أن الأردن جزء من المشكلة التي تجري في المنطقة، ونحن لسنا جزءاُ من هذه المشكلة، ولسنا سبباُ فيها، ولا يجوز أن نكون من يدفع الثمن مقابل هذه المشكلة." وبلغة الأرقام، لفت الفايز، رداً على سؤال لـCNN بالعربية حول حجم الخسائر التي تكبدها القطاع السياحي بالأرقام خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، إلى تراجع الدخل السياحي من1035 مليون دينار أردني، إلى 880 مليون دينار أردني، وبما نسبته 15 في المائة. وانخفضت أعداد الزوار إلى الأردن في الأشهر الأولى إلى نحو 91 ألف ضمن المجموعات السياحية، بعد تسجيل ما مقداره نحو 155 ألف في الفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب أرقام وزارة السياحة، فيما يستضيف الأردن نحو مليون و400 ألف لاجئ سوري على أراضيه، منذ بداية الأزمة السورية. ولفت الوزير إلى أن هناك خطة لاستعادة الارقام المتناقصة على مستوى السياحة الأجنبية، بما في ذلك استقطاب فئات جديدة، وفتح أسواق جديدة للأردن، إلى جانب إجراءات إدارية وترويجية، من قبيل ربط إصدار التأشيرات والاعفاءات بعدد الأيام التي سيقضيها السائح في البلاد والتذكرة الموحدة. وأكد الفايز أن مدينة "البتراء" الأثرية كانت الموقع الأكثر تضرراُ من تراجع السياحة الأجنبية، وأضاف: "المؤشر الأهم والاصعب هي مدينة البتراء، التي تعاني النسبة الأكبر من التراجع.. سنعمل على تخفيف معاناة هذه المنطقة، وهذا الكنز الذي نفتخر به." من جانبه، قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأردنية، عبد الرزاق عربيات، إن التوجهات الجديدة في خطة تنشيط السياحة المقبلة، ستستهدف سياح دول الخليج، بمن في ذلك الأجانب. وأضاف: "السوق الخليجي هو السوق المقبل، وسيكون هناك حملات ترويجية في مولات أسواق الخليج.. الحقيقة وضعنا تصور خطة طارئة مع القطاع الخاص السياحي.. الموضوع ليس عصا سحرية.. هناك حملة ستظهر نتائجها خلال أسابيع مع بداية شهر رمضان، لتنشيط الموسم السياحي القادم، الذي يبدأ في شهر سبتمبر/ أيلول." وقال إن الهيئة طلبت مزيداُ من التمويل لدعم الحملات الترويجية، لافتاُ إلى أن هناك خطة على المدى الأطول للتسويق السياحي، تشمل كلاً من الصين، وكوريا الجنوبية، واليابان، وتركيا، وإندونيسيا، وماليزيا.