الصراخ الإيراني ما هو إلا نتيجة حزم سعودي أذاق نظام الملالي وأتباعه الويلات، فالسياسة السعودية التي بدأت بتقليم أظافر طهران في المنطقة قد أوجعت، وماهي إلا خطوة أولية يعقبها قطع اليد الإيرانية بأكملها إن لم تكف عن إذكاء الإرهاب وتمد يدها للسلام، ولكن يبدو أن طهران لم تستوعب بعد حزم السياسة السعودية التي دأبت على إرساء الأمن والاستقرار على الخارطة العربية وتعاملت مع جميع الملفات بصورة تنم عن حسن نواياها، إلا أنها وأمام الغباء الذي يظهر عليه النظام الصفوي وحلفاؤه ومحاولتهم المساس بجهود المملكة وعرقلة مساعيها، فإنها تملك وجهاً آخر قد فصل لإيران ومن هم على شاكلتها لقمع تطفلها وترويضها. إيران التي تتوالى خسائرها في كل مواجهة تضعها أمام العملاق السعودي قد ورطت نفسها عندما تصورت أن هجومها على جهود المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن قد تضيف لها نجاحاً يجعلها تتنفس بعد أن أصابها التفوق السعودي بالاختناق، إلا أنها تلقت صفعة موجعة من دول العالم الإسلامي التي وقفت وفودها أمام خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- معربين عن امتنانهم لتلك الجهود العظيمة التي تقدمها المملكة لحجاج بيت الله الحرام. الخسائر المتوالية لطهران ومسلسل تساقط خلاياها التي زرعتها في الخليج العربي كانت كفيلة بأن تظهر لنا شيطان طهران وهو يصرخ ويهدد ليكشف لنا عمق الألم، وكما قيل لا يرفع الصوت إلا من يده قصيرة وهذا ينطبق على إيران التي نجحت السعودية في تقليص تمدد يدها في الشأن العربي وتقزيمها، فخيار طهران الوحيد الآن هو الصوت المزعج مقابل لغة سعودية حازمة هي (الفعل).