يقول المثل العربي الشهير: الشق أكبر من الرقعة، ولا أظنّ كرتنا -وتحديداً ما يخصّ المنتخب السعودي على كافة دراجاته- بعيدةً عن فحوى هذا المثل، فما يحدث لا يمكن أن يكون نتاج خططٍ وعملٍ منظمٍ، فما نعيه ونفهمه أن النتائج الإيجابية في مجال الرياضة -وتحديداً كرة القدم- تكون مبنيةً على عملٍ واضحٍ وملموسٍ يشاهده الجميع، لكن ما يحدث في كرتنا منذُ عام 2006م ليس له أي أساسٍ علميٍّ أو عمليٍّ ممنهجٍ، ولا يمكن أن يندرج ضمن أسسٍ معينةٍ، وضعت بهدف التحسين ومن ثم التفوق في المستقبل وحصد النتائج الجيدة. إن التنظير سهلٌ..! والذهاب برياضة كرة القدم في المملكة إلى منحى آخر بهدف ترسيخ عوامل معينةٍ فرضت هذا التراجع أيضاً سهل..!، وفي ظلّ هذا سيدخل المعنيون بانتشال الكرة السعودية في دوامةٍ لا نهاية لها، وسيظل الحال على ما هو عليه طالما هناك مَن يريد لهذه الدوامة أن تستمر..! فكرة القدم سهلةٌ في هيكلتها التنظيمية، واحتياجاتها واضحةً، ليست معقدةً..! إنها تحتاج للإداري القوي، القائد بمعنى الكلمة، الذي يدرك مواطن الخلل ويسعى جاهداً لوضع الحلول، ومتابعة تنفيذها بكل دقةٍ، مع ممارسة كل الصلاحيات المناطة به في تذليل كل الصعوبات التي تواجه العمل، حيث نحتاج لقائدٍ يعطي للعمل أهميته وقيمته، ويفكر كيف يترك بصمةً إيجابيةً يُذكر بها، هذا القائد موجودٌ بالتأكيد، ولا أظن الرياضة السعودية تخلو من شخصياتٍ بهذه المواصفات. ويجب أن يعلم المسؤول عن رياضة هذا الوطن أن مشكلتنا في رياضة كرة القدم تكمن في الكفاءة الرياضية المتخصصة، وتحديداً في القائد القوي الذي يستطيع أن يقود اتحاداً مهماً وله خصوصيته في الرياضة السعودية كاتحاد القدم. لماذا يتذكر الشارع الرياضي دائماً -المغفور له بإذن الله- الأمير فيصل بن فهد؟ ومع كل إخفاقٍ تجد مَن يذكر هذا القائد بعبارات الترحّم، وطلب المغفرة له، ما الفرق بينه وبين أي شخصيةٍ رياضيةٍ تسلّمت زمام الأمور في اتحاد القدم بعده؟ لماذا ظلت بصماته الإيجابية رغم مضي كل تلك السنوات حاضرة تعطّر سيرته طوال هذه السنوات؟ في جواب تلك التساؤلات حلٌّ للمعضلة التي طال أمدها، بعد أن ارتبطت بالنتائج المخجلة التي لا تليق بدولةٍ كالمملكة العربية السعودية!؛ لهذا يجب أن تكون البداية الصحيحة في ترشيح كفاءاتٍ قياديةٍ بمعنى الكلمة لديها القدرة والرغبة في العمل، ودعم ترشيحهم بكل قوةٍ. إن الصورة ليست ضبابيةً كما يرسمها البعض لنا، وليست المشكلة عويصةً لهذه الدرجة التي يصعب حلها، وفي تصوري أن ما يعيق الأمر هو البداية الصحيحة!، ونحن في كرتنا منذ 2006م توقفنا وابتعدنا عن واقعنا المتمثل في وجود طاقاتٍ بشريةٍ هائلةٍ لم نحسن استثمارها، وتتسم بكل الميزات الإيجابية القادرة على صنع التميز، لكن كنا نواجه ضعفاً في الاختيار رغم كلّ الإمكانيات البشرية والمادية المتاحة، لهذا كان من المهم تحديد البداية الصحيحة، والبداية الصحيحة تكمن في اختيار القائد الجيد، الذي يضع نصب عينه كيف يُحدّث التغيير الذي يعيد إلى الكرة السعودية جمالها وقيمتها ومكانتها، ولا أظن أن هذا القائد يصعب إيجاده..!! بعد إيجاد القائد والإداري الجيد الذي يتكئ على عدة خبراتٍ في ذات المجال نكون قد خطونا أول خطواتنا في الطريق الصحيحة، بهذا ستكون البداية صحيحة. أبعدوا كرتنا عن المحبطين، وفكروا في المستقبل.. كيف نصنع منه ذكرى جميلةً يكتبها التاريخ لهذا قيل: التاريخ لا يكتبه إلا الأقوياء، إذ نحتاج في اتحاد الكرة إلى القائد القوي وبهذا يكون علاج الخلل. ودمتم بخير،،، سلطان الزايدي