×
محافظة المنطقة الشرقية

«معرض 421» يعيد اكتشاف ميناء أبوظبي بعيون إبداعية

صورة الخبر

فريق من معهد الآثار الرقمية لاستخدام التكنولوجيا في حماية التراث الثقافي. ويعد المعهد - الذي أسسه في عام 2012 روجر مايكل - جهدا مشتركا بين جامعتي هارفارد الأمريكية وأكسفورد البريطانية. ويهدف إلى إنشاء سجل بيانات مفتوح المصدر لصور عالية الوضوح، ورسوم توضيحية ثلاثية الأبعاد لأشياء، مثل وثائق أوراق البردي والوثائق الورقية، والنقوش، والتحف الصغيرة. وبدأ المعهد عمله في المعمل، قبل أن ينتقل إلى الميدان، حيث أخذ الباحثون فيه في توثيق الآثار القديمة رقميا، وفي أذهانهم إمكانية أن يساهموا في حماية تراث هذه المواقع. وقد شُرع في ما سماه معهد الآثار الرقمية سجل المليون صورة في أوائل عام 2015. وحتى يخترع المعهد بسرعة آلة تصوير فريدة لهذا المشروع، اجتمع فريق تقني يقوده أليكسي كارينوفيسكا، الباحث في مجال المنغناطيسية، في أكسفورد لتطوير آلة تصوير، ثلاثية الأبعاد، قليلة التكلفة. كما أعد المعهد ومنظمة العلم والثقافة والتربية التابعة للأمم المتحدة قائمة بأغلب المواقع المهددة. ولا يمكن مناقشة تفاصيل القائمة علانية، نظرا لطبيعة المشروع الحساسة، لكن كثيرا من المواقع الموجودة فيها مدرجة في قائمة اليونسكو لتراث العالم المهدد، ومن بينها تدمر، التي تمكن الفريق من الوصول إليها وتوثيقها قبل تدميرها. وجمع المدير الميداني في المعهد، بن ألتشولر، في هذه الأثناء، جيشا من موظفي المتاحف، وأعضاء جمعيات الآثار، وعلماء الآثار، للمساعدة في المشروع. والعمل بطبيعة الحال محفوف بالمخاطر. ولذلك يراعي المتطوعون احتياطات مشددة: من ذلك مثلا وجود فترة ملزمة مدتها ثلاثة أشهر بين وقت التقاط الصور، والوقت الذي تنشر أو تبث فيه، مما يجعل من الصعب التأكد من معرفة مكان المصور. ويقدر مايكل عدد آلات التصوير الموجودة في الميدان بحوالي 1000. ويُعتزم زيادتها إلى 5000 مع نهاية العام. وبالرغم من المخاطر، فإن لدى الناس رغبة في الاستمرار. وتلاحظ كاثرين هانسون، الباحثة في جامعة بنسيلفانيا، والتي تركز بحوثها على حماية التراث الثقافي، أن فقدان الأطلال في مواقع مثل تدمر، ونمرود - وهي مدينة عراقية قديمة ترجع إلى 3000 عام - ووجود مئات المواقع التاريخية المسجلة، قد يكون له تأثير كبير في السكان في المنطقة. وتقول بناء تراث ثقافي لمكان ما يرتبط بعمق بإحساس السكان المحليين بالهوية. ولذلك، فإننا وإن لم نستطع استعادة تدمر الأصلية، فإن المواقع القديمة ستظل - بفضل عمل معهد علم الآثار الرقمية، موجودة بصورة ما، يسهل وصول الناس إليها. وفي بعض الحالات، سيسمح المشروع حتى بإعادة بناء مواقع معينة. فالمباني التي دمرت - على سبيل المثال - يمكن بناؤها بما يماثل الأصل، بفضل تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد باستخدام الأسمنت. وقد لا تكون إعادة البناء أنقى السبل للحفاظ على ما دُمر، غير أنها في بعض الحالات التي لا يوجد فيها خيارات أخرى، قد تكون أفضل السبل. ويقول مايكل عندما تشاهد صور القمر الصناعي لأبنية مثل معبد بعل في تدمر، الذي تحول إلى خراب، تدرك أن القواعد الطبيعية قد أهدرت. وتعتقد كاثرين هانسون أن الحفاظ على الآثار المعمارية أقل أهمية مما تمثله جهود إعادة بنائها. وتقول بعد تفجير المواقع، يجرف مسلحو تنظيم (الدولة الإسلامية) الأماكن ويسوونها بالأرض حتى يزيلوها من الذاكرة. وإن إعادة بناء أي موقع، من أي نوع، ستكون مساهمة في العمل على نقيض ما يريد التنظيم تحقيقه. وفضلا عن ذلك، فقد بدأت مشاركة كبيرة، الشهر الماضي، بين معهد الآثار الرقمية، واليونسكو، ومتحف دبي لمؤسسة المستقبل في دولة الإمارات العربية. ومن المتوقع أن يُفتتح المتحف في 2017، وهو يهدف إلى أن يصبح مركزا للإبداع، عن طريق جذب المهندسين، والمصممين، والعلماء، والباحثين ليجتمعوا معا ويتعاونوا في مجال تكننولوجيات المستقبل. وستتيح المشاركة مع متحف دبي لمؤسسة المستقبل بالنسبة إلى معهد الآثار الرقمية، الموارد حتى تتضاعف جهوده في إعادة البناء. وطور المعهد موقعا على الإنترنت سيضم جميع صور المشروع. وسيكون هذا متاحا في أوائل 2016، ويتيح الفرصة للجمهور لمشاهدة أماكن لم يكن يعرف بوجودها، إلا بعد أن طالتها الحرب بالتدمير. وبواسطة تحفيز خطط معهد الآثار الرقمية لمزيد من التعاون على المستوى العالمي، يكون تنظيم الدولة الإسلامية قد فتح حوارا بين جهات رغب أصلا في إسكاتها. المصدر: Newsweek Europe