--> --> عندما تدخل إلى شارع رابعة العدوية الكائن بمدينة نصر بالقاهرة، قد تشعر أنك في بلد آخر، فبالرغم أن مصر بلد التناقضات وقد تجد بها كل شيء إلا أن هذا المكان الذي تحول إلى ميدان للتظاهر، أصبح بؤرة لم يسبق لها مثيل في التاريخ المصري، فتجد مئات المتظاهرين عند الإفطار والسحور.. الرجال بمفردهم في ناحية والنساء في ناحية اخرى والاطفال يجلسون في دوائر محددة، ما يشكل حالة فارقة.. لا حديث إلا عن عودة مرسي رئيساً للبلاد هذا ما يجمع المئات من المتظاهرين الذين لا يعرفون سوى هذه الجملة المكونة من 4 كلمات، ورغم ان عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء وكل المؤشرات تقول ان الجيش والشعب والشرطة ومؤسسات الدولة تعمل كلها تحت النظام الجديد. وأصبح من الواضح أن المتظاهرين بمنطقة رابعة ينتمون لنفس الفصيل السياسي، فالتركيبة الاجتماعية للمعتصمين تعكس شرائح محدودة من المجتمع وسلوكهم يميل إلى الالتزام والمحافظة، إلا أنه بالحديث مع المتظاهرين تشعر أن عقولهم مبرمجة، ولا انصياع إلا لأوامر القيادات التي تحتمي بمسجد رابعة والمفارقة انك تشعر أن الزمن قد عاد بك إلى الوراء لمئات السنوات، فتجد المئات بذات اللبس التقليدي والذى عبارة عن جلابية بسيطة بجانب أسلحة خفيفة تختلف من عصي عادية إلى سيف حاد لحماية الأهل والعشيرة. داخل رابعة، تحس أن هناك تربصا بالغرباء، حالة شحن رهيب يتاجر بها كثيرون، على المنصة، ويستغلون عبرها عواطف البسطاء والمضحوك عليهم. هناك وجوه بسحنات ربما لا تكون مصرية، وهناك غلابة يبدو أنهم جاءوا فقط من أجل وجبة الإفطار أو السحور المجانية، كما اعترفت سيدة بذلك. داخل رابعة، تحس أن هناك تربصا بالغرباء، حالة شحن رهيب يتاجر بها كثيرون، على المنصة، ويستغلون عبرها عواطف البسطاء والمضحوك عليهم. هناك وجوه بسحنات ربما لا تكون مصرية، وهناك غلابة يبدو أنهم جاءوا فقط من أجل وجبة الإفطار أو السحور المجانية عودة المعزول وفى كل ركن تجد مئات اللافتات المناهضة للجيش مثل ارحل يا سيسي محمد مرسي رئيسي، بجانب اللافتات التي تحمل كلمة الشرعية التي طالما كان يكررها الرئيس المعزول، بالإضافة إلى كلمات بالإنجليزية ضد الانقلاب على الرئيس المنتخب على حد وصفهم مثل against coup. وتحت درجة حرارة مرتفعة بنهار رمضان، يقبع المئات وكأنهم في جمهورية أخرى، معزولون تماما عن محيطهم الخارجي، لا يسمعون إلا ما يريدون، ولا يرددون إلا ما يُقال لهم. خزعبلات كثيرة، اثارت السخرية وأسئلة كثيرة عما يجري من غسيل لأدمغة هؤلاء من شعارات دينية وادعاءات بفضل رابعة وقدسيتها، فيما أوضح فيديو لسيدة على الفيس بوك أنها لا ترغب في عودة مرسي لأن الطعام سوف ينفد موضحة انها تحصل يومياً على ثلاث وجبات ولم تكن تعيش فى هذا الهنا من قبل على حد تعبيرها. واللافت للنظر أن اللافتات بالإنجليزية أكثر من نظيرتها بالعربية، وبالإضافة إلى وجود متحدثين رسميين بالعربية لنقل المعلومات إلى وسائل الإعلام، يوجد فى المقدمة الدكتور محمد البلتاجي ومحمود فتحى رئيس حزب الفضيلة وإيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة ويركز هؤلاء دائما على الحديث لوسائل الإعلام، حيث إن أغلبهم يجيد اللغة الإنجليزية للحديث مع وسائل الإعلام الأجنبية. كوباية شاي وبالتزامن مع إعلان البلتاجي رئيساً لرابعة كمزحة مبالغ فيها ومعه صفوت حجازي رئيسا للوزراء، وعصام العريان وزيرا للدفاع، تواترت أنباء عن نية مؤيدي الرئيس لاستقلال منطقة رابعة، مع استمرار عمل مراحيض إضافية في المنطقة وذبح العجول والخراف لتغذية المتظاهرين. وبطريقة سهلة ساخرة تحدث فيديو آخر عن كيفية عودة مرسي رئيساً، وذلك عن طريق سحب أموال من البنك ثم حشد الناس ثم الضحك عليهم باسم الدين ومن ثم تنظيم مليونية، وبمجرد رؤية الجيش يجب حشد الناس للصلاة ومن ثم الاعتصام اعلى الكوبري، وعندما يحاول الجيش فض الاعتصام يجب الخروج فى الاعلام قائلاً ضربونا واحنا بنصلي، وبعد ذلك الحشد سوف يقل تدريجياً فالحل يتمثل في دلع المتظاهرين والتحرك لاستفزاز الجنود على المنشآت العسكرية والاستنجاد بأمريكا وبعد فشل كل شيء يجب الرجوع لميدان رابعة لشرب كوباية شاي! علقة قبل النهاية، استوقفني شاب، رأى الكاميرا الصغيرة وهي تلتقط صورة، فأعلن حالة استنفار، سرعان ما اتجه العشرات نحوي، شكلوا حلقة استجواب سريعة مع بعض اللكمات في أماكن مختلفة بالجسم لسرعة الاعتراف، طيلة 10 دقائق كانت دهراً، لم يعترفوا بأنني صحفي، بل أعلنوا العداء لكل وسائل الإعلام المصرية والعربية، لم أكمل بالطبع أي كلمة، فقد حطموا الكاميرا، وسمحوا لي بالانصراف على ألا اعود إلى هنا مرة أخرى.. للأسف هم لا يؤمنون إلا بقناة الجزيرة.!