بيروت: «الشرق الأوسط» تشهد هيئة أركان الجيش السوري الحر حالة «تخبط وارتباك»، إثر توجيه عدد من القادة العسكريين تهديدات بالاستقالة ما لم يصل الدعم العسكري الكافي إلى الجبهات التي يقاتلون فيها، وتزامن ذلك مع تقديم قائد لواء «الفتح المبين» أحد أبرز الفصائل التي تقاتل في ريف اللاذقية، استقالته على خلفية ما قال إنه «التقصير الذي أبدته هيئة الأركان في دعم جبهة الساحل أثناء المعارك الأخيرة». وبث ناشطون على موقع «يوتيوب» شريط فيديو يظهر عددا من قادة الجبهات في هيئة الأركان العامة للجيش الحر يهددون بتقديم استقالتهم «ما لم يكن مستوى الدعم العربي والإسلامي يتناسب مع حجم التضحيات التي يقدمها الشعب السوري». وأظهر الفيديو مجموعة من العسكريين قالوا إنهم قادة الجبهات الشمالية والشرقية والغربية الوسطى، إضافة إلى ممثلين عن المجالس العسكرية والفرق والألوية التي تقاتل في مختلف المناطق السورية ضد القوات النظامية. وأشار أحد هؤلاء العسكريين الذين يظهرون في شريط الفيديو إلى أنه «بعد الوعود الكاذبة ولمدة عام كامل من الدول التي تسمي نفسها صديقة الشعب السوري وفي الوقت الذي تقوم الصين وروسيا وإيران والعراق وحزب الله اللبناني بتقديم كل أشكال الدعم للنظام السوري لا يزال موقف الدول التي تدعي دعمها للثورة السورية موقفا هزيلا لا يصل إلى مستوى تضحيات الشعب السوري». وأعلن قادة الجبهات «وقف كل أشكال التعاون مع الدول صاحبة القرار في مجلس الأمن ما لم يفتتح تحقيق دولي عاجل لاستخدام النظام للسلاح الكيماوي»، كما دعوا «كافة فصائل الجيش الحر إلى العمل والتنسيق مع كل القوى الموجودة في سوريا ضد النظام السوري». وفي حين أكدوا أنهم قادرون على السيطرة على مستودعات المواد الكيماوية، وكان يمنعهم من ذلك «الخوف من الوقوع في فوضى السلاح الكيماوي»، طالبوا رئيس هيئة الأركان مشاركتهم قرارهم بالاستقالة. من جهته، وصف الناطق باسم المجلس العسكري الأعلى للثورة السورية، العقيد قاسم سعد الدين تهديدات قادة الجبهات العسكرية بالسخيفة، مشيرا لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الدعم اللوجيستي يصل إلى جميع الجبهات وفق الإمكانية المتاحة»، متهما في الوقت عينه قادة الجبهات والمجالس العسكرية بسوء توزيع الأسلحة وضعف الإدارة بما يخص الشؤون العسكرية. وأوضح سعد الدين أن هذه التهديدات بالاستقالة لن تؤثر على الجيش الحر لأن الثورة السورية غير مبنية على أشخاص، وإنما على شعب يطالب بحريته، مؤكدا أن هيئة الأركان تملك صلاحيات استبدال هؤلاء القادة فيما لو قدموا استقالاتهم كما أعلنوا. وتزامنت تهديدات القادة العسكريين بالاستقالة من هيئة الأركان مع إعلان قائد لواء الفتح المبين في الساحل السوري، الرائد مازن قنيفدة عن استقالته من القيادة العسكرية المشتركة العامة للجيش الحر. وأوضح قنيفدة في اتصال مع الـ«الشرق الأوسط» أن سبب الاستقالة يتمثل بالدرجة الأولى في ضعف إمداد جبهة الساحل خلال المعارك الأخيرة، مشيرا إلى أن «اللواء العسكري الذي يترأسه ويعتبر من أكبر الفرق العسكرية التي تقاتل في ريف اللاذقية لم يأخذ ذخائر أو أسلحة من المجلس العسكري التابع لهيئة الأركان»، وقال قنيفدة: «أرفض أن أكون شاهد زور وسأتابع المعركة ضد النظام خارج إطار هيئة الأركان». وكان عدد من المعارضين السوريين قد وجهوا اتهامات لهيئة الأركان والائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية بالتقصير في دعم الكتائب المقاتلة في معركة الساحل، الأمر الذي أتاح المجال أمام الجيش السوري النظامي لاستعادة المناطق التي كان قد دخلها مقاتلو الجيش الحر وسيطروا عليها.