×
محافظة المنطقة الشرقية

تماس يخلي طالبات «مجتمع القطيف»

صورة الخبر

كما هو متوقع ساد قمة الكويت الخليجية التهدئة والمجاملات بما فيها التنازلات عن قضايا كانت تحاول نقل المجلس من التعاون إلى المسؤوليات الحقيقية ومواجهة التحديات بروح الجماعة، لا التكتلات، ولذلك غاب موضوع الاتحاد، وإحالته للدراسة، وهي نفس المضامين التي اعتدناها في البيانات الختامية لأكثر من ثلاثة عقود بتشكيل اللجان المختلفة لقضايا مصيرية مثل تشكيل جيش واحد وجهاز أمن والالتفات إلى المسائل الاقتصادية باعتبارها المعبّد للطرق الأخرى، ولكنها كغيرها لا تزال تدور في حلقات اللجان تحقيقاً للمصطلح المعروف «إذا أرادت جهة ما تشكيل لجنة لقضايا، فإنها تعلن وفاة المشروع»!! الخليج العربي موقع استراتيجي، فقبل النفط كان منْ يحتلّه يسيطر على الطرق الدولية بين القارات، وبعد النفط أصبح مركز الطاقة النفطية لكل العالم، وبالتالي فهو جغرافيا حرجة لسكانه لأن الأطماع الدولية والإقليمية قائمة ولم تتغير، ولعل الحوار الإيراني هو ما يثير الحساسيات الأخطر والأكبر بينها وبين هذه الدول لكن هل الإدراك وصل واقتصر على الاطمئنان بحسن النوايا وبعض التصريحات الأمريكية والأوروبية استمرارها بأمن هذا الشريان الحساس، أم أن التحديات أكبر من عملية الركون إلى هذه الأقوال والتصريحات؟! في السياسة لا ضمانات دائمة، ونعتقد أن ساسة وخبراء هذه الدول يفهمون الحقيقة كاملة، ولكن التعاطي مع مصير مشترك عرضة للمفاجآت بكل أنواعها ولم نستطع بهذه القمة وغيرها مواجهة الواقع وما هي نوايا إيران وغيرها إذا ما استعملت (التقية) الطويلة لتمرير أهدافها ومطامعها، فهل هناك وعي بتلك الاحتمالات والتعاطي معها بما يناسبها، وكذلك الأمر بأي تقلبات تغير مجرى الأمن إذا علمنا أن أمريكا لم تعد تمضي ساعاتها الطويلة في معالجة قضايا منطقتنا وأنها بصريح العبارة، تتجه إلى مواقع أكثر أهمية واستقراراً، وأن الفراغ الذي ستتركه سيبقى شاغراً ما لم يكن لهذه الدول الدور العملي، وليس العاطفي أو الاتكالي على القوى الخارجية برعاية أمنها وحماية سيادتها. جوانب أخرى أيضاً تذكرنا في البيانات الختامية، والتي ليست بالحساسية التي تثير دولة وأخرى، ولكنها موقع خلاف مستتر، وصارت المهمة أن تمرر بتوصيات معرقلة بمعنى أشمل أن المنجز الذي ظل متداولاً لا يزال ضمن مسؤوليات اللجان غير العاملة، مما أكد للمواطن أننا لا نزال نعلّق الأماني على أمور مستحيلة، والقضية ليست عدم وعي، ولكن تعدد المسؤوليات وتناقضاتها، ولعل قمة الكويت التي قيل إنها لم تختر الزمن المتحول والمتسارع الأحداث بدءاً من بحث النووي الإيراني، والانفتاح عليها عالمياً وانحسار الاهتمام بدول المجلس، أثار الهواجس ولكنه دون إحداث تغيير حقيقي بحيث تحولت القمة إلى مناقشة المهمات بما يضعها فوق الخلافات غير أن النتائج قلبت هذه التوقعات وأعادت نفس الأقوال بمجملها القصيرة والطويلة ولكن بدون حسم يجعلنا في نفس الهم الواحد للأمن أولاً وأخيراً.. ليس من طبيعة المواطن في هذه الدول التسليم بما يخالف أفكاره ومستقبله، ولذلك لم تواجه قمة من النقد والإعلانات الصريحة لعجز القمة عن اتخاذ خطوات عملية مثل هذه القمة والسبب أن شعوراً عاماً بالمخاطر تجاوز عمليات التهدئة والمصالحات أمام تسارع الأحداث، وعموماً فالقمة انتهت واحتفلنا جميعاً ببيان ختامي يكرر نفس المعطيات القديمة وبنفس القوالب..