رمى الحكم الشاب فهد العتيبي حجراً فزاد من حركة مياه لجنة التحكيم التي لم تعرف السكون يوماً ما، و إذا كانت لجنة التحكيم حريصة على تطوير عملها والرفع من مستوى أداء أعضائها، فعليها أن تأخذ حديث العتيبي مأخذ الجد، وأن تجلس معه وتسمع كل ما لديه، وتعرف لماذا تحدث ولماذا اختار بداية الموسم للحديث، أما تجاهل ذلك واعتباره مجرد حديث صحفي وأن الحكم لديه مآرب أخرى من الحديث فذلك ليس في صالح اللجنة التي يتواصل الخلاف على عملها وترتفع نسبته يوماً بعد يوم!! يقول العتيبي: إن رئيس اللجنة عمر المهنا غير منتظم في حضوره وهو يدير لجنة هامة جدا بالتلفون، حيث إنني كنت أحضر بشكل يومي للجنة وهو غير موجود، حيث يوجد يومين في الأسبوع بالرياض وباقي الأيام في الشرقية ويدير اللجنة بالتلفون. والعتيبي يكشف هنا عن مشكلة في التنظيم الإداري للجنة، فكيف يمكن أن تدار لجنة هامة بالتليفون، وهل يعلم رئيس اتحاد الكرة أن المهنا لا يحضر إلا يومين فقط، وهل هو لا يحضر إلا يومين فعلاً؟ وهنا أعود إلى ما تطرقت إليه سابقاً، وهو ضرورة أن تخرج اللجنة من عباءة الحكام السابقين، وأن تعهد أمور إدارتها إلى شخصية إدارية وليس تحكيمية، الحكم السابق وإن كان مميزاً (وتميز الحكم مسألة خلافية) لا يعني أنه سيكون إدارياً جيداً وأنه سيدير اللجنة بالشكل المطلوب، لجنة مثل لجنة الحكام يجب أن تعهد إدارتها لشخص متفرغ تماماً يتواجد في مقرها يومياً، من المؤكد أن يومين فقط في الأسبوع لن يكونا كافيين لتقديم شيء ومن المؤكد أن العمل سيكون فيهما مضغوطاً بما ينذر بمزيد من الأخطاء في المستقبل. ويقول العتيبي: للأسف مرعي عواجي رئيس اللجنة الفرعية آخر من يعلم عن لجنته، فهو دائم السفر هو ونائبه عبدالله الشلوي. وهنا مشكلة أخرى فكيف يكون رئيس اللجنة الفرعية في منطقة الرياض هو آخر من يعلم وكيف يكون دائم السفر هو ونائبه، من يدير اللجنة إذاً، ومن يضع الخطط التطويرية، ومن يناقش المشكلات ويبحث عن الحلول، من يستمع لشكاوى الأندية، ومن يصدر التكاليف الأسبوعية ومن يعتمدها، أم أن هناك من يصدرها واعتمادها يكون شكلياً من قبل رئيس اللجنة، هل هذا هو التطوير المنشود، وهل عدم الأشخاص الأكفاء حتى توكل اللجنة لمرعي عواجي وهو الشخص المرتبط بأعمال وظيفته الرسمية والمباريات التي يكلف بإدارتها؟ ولماذا لا يكون رئيس اللجنة الفرعية في جميع مناطق المملكة شخصا متفرغا وليس بالضرورة أن يكون حكماً سابقاً حتى تحقق اللجان الفرعية الأهداف المنشودة منها؟ ويواصل العتيبي حديثه ويقول: نحن نعاني بكل ما تعنيه هذه الكلمة فلا تدريبات منتظمة ولا يوجد مدرب لياقة، وحتى التدريبات تقام في ملاعب مظلمة وبدون محاضرات عملية ونحن نعمل على أنفسنا وباجتهادنا في نواد خاصة، وحديث العتيبي هنا يتفق مع حديث المحاضر التحكيمي في الاتحاد الدولي لكرة القدم والمختص في اللياقة البدنية الأرجنتيني اليخون الذي قال في حديث أثناء معسكر الحكام في تركيا: أنا شخصياً أتمنى أن يكون هناك أكثر من مدرب مختص باللياقة البدنية في السعودية، وذلك لحاجة الحكام لهذا الأمر الذي يعتبر أحد العوامل في تهيئة الحكم قبل المباريات. وزاد: ما عرفته من رئيس اللجنة أن هناك جهودا كبيرة تبذل في سبيل إيجاد مدربين لياقة للحكام في كل منطقة ومدينة بحكم أن السعودية بلد كبير جداً. والسؤال هنا: متى سيتم توفير مدربين للياقة البدنية وتأمين ملاعب مناسبة للتدريب بدلاً من الملاعب التي يتحدث عنها العتيبي أو ما نسمع عنه بأن حكماً يتدرب في مضمار مشي في حديقة عامة أو في إحدى الساحات الخالية؟ وهل نتوقع أن مثل هذه التمارين كافية للحكم ليجري خلال 90 دقيقة ما متوسطه 25 كلم تقريباً؟ العتيبي تحدث عن أمور أخرى وحري بلجنة الحكام أن تسمع له ولغيره جيداً، وأن تسمع له ليس من أجل الاستماع فقط ولكن من أجل الاشتراك في إيجاد حلول مناسبة لكل المشكلات، من المؤكد هنا أن الحكم لم يتحدث إلا من أجل الصالح العام وبحثاً عن حلول لما يراه سبباً في توقف التحكيم السعودي عند نقطة معينة، وليس من أجل أن يتصل على رئيس اللجنة ليوضح له أمراً فيكون الرد: لست أول من يشتكي سعيد سويلم ولجنة الرياض الفرعية..!، كما يقول العتيبي.. وإذا كان هذا رد رئيس اللجنة على حكم اتصل عليه من أجل البحث عن حلول.. فماذا تنتظرون من هذه اللجنة؟!