×
محافظة المنطقة الشرقية

«نيسان» تنتج سنويا نصف مليون سيارة في مصنع سندرلاند.. والرقم مرشح للارتفاع مع البدء في تصنيع «إنفينيتي» الجديدة

صورة الخبر

محمد رضا * يقوم نجاح المسلسل الخليجي «أبو الملايين» (إم بي سي) على عدد من العناصر المواتية. طبعا، قيام الممثل السعودي ناصر القصيبي والكويتي عبد الحسين عبد الرضا بتقاسم البطولة كسب للمسلسل بلا ريب. لكل منهما شخصيته التي لها معجبوها، ومعا يشكلان حضورا لافتا كان ينقصه بعض التوضيب في الأداء، كونهما يكرران، أكثر قليلا من اللازم، المواضع التي يتلككان فيها خلال الحديث. إنه كما لو أن المخرج محمد دحام الشمري قرر أن يتركهما والنص كما يرغبان. * على ذلك، «أبو الملايين» ناجح في مسعاه الكوميدي. الحلقات الخمس الأولى كانت مغمورة بمناسبات الضحك العفوية، بتلك المواقف التي تتوالى بنجاح ومن دون تعثـر، وبتآلف الحوار مع الحركة. في الحلقات التالية، دخل المسلسل نفق التكرار الذي تدخله معظم المسلسلات الشهرية (في رمضان أو في ما سواه). صحيح أن هناك قصـة تتوالى بمفارقاتها، لكنها في الوقت ذاته تتخذ شكلا عريضا ينتقل من حالة إلى أخرى ثم الانعطاف إلى حالة جديدة من دون حشد ما يكفي من أحداث في منهج واحد. ما يـثير الإعجاب هو الخفة والعفوية التي استطاع المخرج معالجة المسلسل بهما. بكلمة أخرى، هو ليس ممثلا ثقيل الوطأة وثقيل التأثير. وهو مليء، بفضل كتابة خلف الحربي، بالمناسبات التي لا يمكن لك إلا أن ترتاح وتضحك حتى وإن لم تكن من أبناء الثقافة الخليجية ذاتها. * ككل مسلسل آخر تقريبا، كان «أبو الملايين» يتـسع لإعادة معالجة بعض مواقفه لتبدو، خصوصا في الحلقات المنتصفة التي نمر بها، أكثر حرارة وتحديا. على عكسه تماما، يكتفي «زمن لول» (قناة أبوظبي) بأن يكون مسرحا للحركة الشكلية والحوار سريع الترداد والموقف التقليدي والنمطي القائم على تبادل مبرمج بين الشخصيات. لا شيء حتى الآن يكشف عن أنه صـنع بعين على الترفيه، وعين أخرى على النوعية. تأتي حلقاته بطيئة ومتوقـعة، وتمثيله لا علاقة له بموهبة بعض ممثليه من ذوي الخبرة (مثل غانم السلطي ونورة البلوشي)، بل بكم من الصريخ والحرارة المنفعلة (والافتعالية) التي يستطيعون التمثيل بها. * من ناحيته، لا يزال «سنعود بعد قليل» («إم بي سي» ومحطات أخرى) زاخرا بالمفاجآت. مسلسل مكتوب على نحو توفـر كل حلقة فيه مفارقة جديدة أو إضافة قصصية لما سبق. واحد من تلك الأعمال التي لا بد من مشاهدتها أو - على الأقل - واحد من المسلسلات التي لا بد من متابعة كل واحدة من حلقاتها. لا ينفع أن يتجاوز المشاهد حلقات معينة قافزا إلى الأمام، لأن كل حلقة تضيف إلى ما سبق وتفتح الباب إلى ما سيلي بالفعل. * أساسا، هو مسلسل تبوأ بطولته دريد لحـام (وأشرف على إنتاجه الزميل فادي إسماعيل)، وتناهى خلال تصويره أكثر من خبر عن تلك المشاكل التي صاحبت تصويره والمتأثرة بالأجواء السياسية التي يمر بها لبنان وسوريا (والمنطقة برمتها). لذلك، كان من المبهج أساسا معرفة أن المسلسل استطاع أن يـنجز في الوقت المناسب ويـعتمد للبث على الهواء مع بداية هذا الشهر الرائع. ما كان مفاجئا بالطبع أن دريد لحـام ليس بطله المنفرد. هو الاسم الذي سيجذب معظم المشاهدين نعم، لكنه ليس الممثل الذي تتمحور حول كل الشخصيات الأخرى وأحداثها. * الذي حدث هو أن المتابعين استمروا في التحلق حول هذا البرنامج حتى من بعد أن أدركوا، سريعا، أن الكوميدي السوري المعروف، لا يقود البطولة، بل إن دوره في المسلسل (حتى الآن) محدودا. سبب مواصلتهم المشاهدة يعود إلى أحداثه الزاخرة بالمواقف. حكايته التي وضعها رافي وهبي مقتبسة عن فيلم إيطالي بعنوان «الجميع بخير» لجوزيبي تورناتوري (1990) وأخرجها الليث حجو، تتمدد باتجاهات كلها مهمـة وتزخر بشخصيات يثير كل واحد منها اهتماما فعليا لارتباط الشخصية بدائرة متجانسة من التفاعلات الناتجة عن الوضع السياسي الكبير الناتج عن الوضع السوري. إنه من أكثر الممارسات طلبا للمهارة حين اقتباس مادة من مادة أخرى، طريقة الاستفادة من صرح سابق وتطويره ليناسب وضعا جديدا، وهذا ما فعله الكاتب بطلاقة. لأنه إذا لم تكن تعلم أن المسلسل هو اقتباس عن فيلم إيطالي، فإنك لن تعرف ذلك من المسلسل ذاته وأحداثه، فهو يبدو كما لو كان مكتوبا بالكامل لأجل الشاشة الصغيرة. * «سنعود بعد قليل» يستحق عودة منفصلة إليه، كونه يقوم، أيضا، ببلورة مواقف مختلفة من الحدث الساخن الذي يقع في حياتنا الحاضرة، من دون أن يتبنـى سوى الشعور بالخسارة التي يعانيها كل طرف بصرف النظر عن انتمائه.