×
محافظة المنطقة الشرقية

انطلاق بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم في المغرب

صورة الخبر

عكست مراسم تأبين الزعيم الجنوب افريقي الراحل نلسون مانديلا في جوهانسبورغ امس، سيرة حياته «التصالحية»، اذ جمع وداع الاسطورة بين اضداد، بعضها تصافح او تحاور للمرة الأولى، وبعضها الآخر جلس جنباً الى جنب بخشوع. المناسبة التي تحولت الى اكبر حشد من نوعه لقادة وزعماء حاليين وسابقين، طبعت بأجواء احتفالية استعيدت فيها من خلال كلمات المشاركين، تاريخ مانديلا النضالي وما قدمه من إنجازات لبلاده والعالم. وشهد التأبين «مصافحة تاريخية» بين الرئيس الأميركي باراك اوباما ونظيره الكوبي راوول كاسترو، فيما جلس الرئيسان الأميركيان السابقان بيل كلينتون وجورج بوش وعائلتاهما جنباً الى جانب وتبادلا الكلام والتعليقات، كما شوهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يتبادل الحديث مع سلفه نيكولا ساركوزي. وجلست ارملة مانديلا غراسا ماشيل الى جانب طليقته ويني ماديكيزيلا. ورأس زعماء روحيون يهود وهندوس ومسلمون ومسيحيون صلوات لتأبين مانديلا في استاد «سوكر سيتي» (لكرة القدم) في جوهانسبورغ والذي جمع حشداً قدر بحوالى مئة الف شخص. وكرم «حزب المؤتمر الوطني الأفريقي» مؤسسه الراحل بطريقة مميزة، اذ قادت رئيسة الحزب باليكا مبيتي الحشد في اغنية «نحن نتوجه بالشكر لقائدنا». وأقيمت مناسبة منفصلة لتأبين مانديلا في كيب تاون، خصصت للعسكريين من رجال شرطة وجيش، فيما تجمع سكان المدينة تحت المطر امام شاشة عملاقة لمتابعة وقائع التأبين في جوهانسبورغ. وكان ملفتاً استقبال الحشد في جوهانسبورغ الرئيس الجنوب الأفريقي جاكوب زوما بصيحات استهجان، فيما هتف الحاضرون ترحيباً بأوباما وصفقوا له لدى القائه خطابه الذي نقل عبر شاشة عملاقة نصبت وسط الأستاد، وشاشات أخرى في سائر اماكن التجمعات في البلاد. ولدى دعوته لإلقاء كلمته، وقف اوباما ومد يده لمصافحة كاسترو مبتسماً قبل توجهه الى المنصة، في مؤشر الى تجاوزه الخصومة التاريخية بين البلدين. وطبعت المصافحة التي تابعها ملايين المشاهدين حول العالم، المناسبة، وشكلت خطوة في اطار مساعي الرئيس الأميركي لتنفيذ وعده بالتواصل حتى مع اشد خصوم الولايات المتحدة. واستعاد أوباما في خطابه مآثر الزعيم الجنوب افريقي الراحل، داعياً إلى إكمال مهمته في السعي إلى «العدالة والسلام»، وانتقد «كثيرين من زعماء العالم الذين يدّعون مناصرتهم لكفاح مانديلا من أجل الحرية، لكنهم لا يقبلون المعارضة من شعوبهم». وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال التأبين واصفاً رحيل مانديلا بـ «خسارة عظيمة واحتفال بحياة عظيمة»، مضيفاً: «يا له من عرض رائع لأمة قوس قزح». ورأى ان «مانديلا كان من أبرز زعماء عصرنا، ومعلّماً بالقدوة». وأضاف: «لنسترشد ونستقي الإلهام من الروح التي أيقظها فينا جميعاً». اما الرئيس الكوبي، فاعتبر مانديلا «آخر رمز للكرامة والتفاني الذي لا يتزعزع للنضال الثوري والحرية والعدالة»، فيما رأى فيه لي يوانتشاوا نائب الرئيس الصيني، «فخراً للشعب الأفريقي». وشارك في التأبين، حشد من القادة الأفارقة، من بينهم رئيس زيمبابوي روبرت موغابي. ومثلت الأردن الملكة رانيا العبدالله وتمثلت ملكة بريطانيا بولي عهدها الأمير تشارلز، فيما حضر زعماء سابقون مثل الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وسلفه جون ميجور، وزعيمة «حزب المؤتمر» الهندي صونيا غاندي. وغاب الرئيس الإيراني حسن روحاني على رغم تكهنات بحضوره. كما غاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، علماً أن الدولة العبرية كانت حليفة لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. وشارك في التأبين عدد كبير أيضاً من المشاهير ومن بينهم مقدمة البرامج الأميركية الشهيرة اوبرا وينفري والمغنيان بيتر غابرييل وبونو وعارضة الأزياء نعومي كامبل ورجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون. وبعد التأبين، نقل جثمان مانديلا الى بريتوريا حيث سجي على نعش مفتوح في مبنى «يونيون بلدينغز» الذي أدى فيه القسم الدستوري، أول رئيس أسود لجنوب افريقيا عام 1994. ويدفن مانديلا الأحد المقبل في مسقط رأسه في كونو في إقليم الكيب الشرقي. ولن يشارك كثير من زعماء العالم في مراسم الدفن التي يرجح أن تكون عائلية وخاصة.