دعا صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المشاركين في القمة الرابعة للدول العربية ودول امريكا الجنوبية المنعقدة حالياً في مدينة الرياض بتطوير هذه الاجتماعات الرسمية لتكون ضمن منتدى موسع يتناسب مع حجم المشتركات التاريخية والحضارية ما بينهم ليشمل كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية. وطالب جلالة الملك في كلمة سامية وجهها الى القمة الى توفير الحماية الكافية للشعب الفلسطيني والحفاظ على الأماكن الدينية في مدينة القدس وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة ووقف الاستيطان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967م، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وأكد جلالته أن دول التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية لن تتخلى عن دورها الذي تقوم به حتى يتم استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، وإنهاء كافة صور التدخل الخارجي، وإيجاد حل سياسي طويل الأمد بين جميع الأطراف يضمن تحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في التنمية والتقدم. وشدد جلالة الملك على أحقية الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في استعادة سيادتها على جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران، ودعم كافة الجهود التي تحفظ للأشقاء في سوريا وليبيا الحرية في اختيار مستقبلهم من خلال المشاركة والاتفاق على بناء نظامهم السياسي المستقل للمحافظة على وحدة واستقلال دولهم، وحماية أراضيها من الإرهاب والتطرف، والعمل من أجل التنمية والتقدم والرخاء. وفيما يلي الكلمة السامية التي وجهها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الى القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية: إنه لمن دواعي سرورنا أن نشارككم اليوم في هذه القمة الهامة، تلبية لدعوة كريمة من أخينا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله، معربين عن جزيل شكرنا على حفاوة الاستقبال وحسن الوفادة وكرم الضيافة التي نحظى بها دائما كلما حللنا على هذه الأرض الطيبة. ونغتنم هذه المناسبة أيضا، للتعبير عن تقديرنا البالغ لفخامة الرئيس أولانتا هومالا رئيس جمهورية بيرو الصديقة، على الجهود الحثيثة التي بذلها خلال ترؤسه للفترة السابقة، والتي كان لها الأثر الكبير في تقدم مسيرة التعاون المشترك بيننا. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، لقد شكلت القمة الأولى بيننا والتي استضافتها جمهورية البرازيل الاتحادية عام 2005، الانطلاقة الأولى للعلاقات متعددة الأطراف بين المجموعتين، وحددت الخطوط العريضة والأطر الرئيسية لاستثمار ما يربط دولنا وشعوبنا من علاقات تاريخية عريقة، وقواسم مشتركة عديدة وتقارب كبير في وجهات النظر والمواقف إزاء العديد من القضايا المطروحة على المحافل والمنظمات الإقليمية والدولية التي ننتمي إليها. واليوم، وبعد مرور عقد على إنشاء هذا التجمع الهام، فإننا على ثقة تامة بأن هذه القمة ستحقق الأهداف المرجوة منها في تمتين وتكثيف العمل بيننا في مختلف المجالات، وخاصة أننا قطعنا أشواطًا لافتة في مسيرة التعاون المشترك خلال القمتين التاليتين في الدوحة وليما، تعد بمثابة أساس راسخ للارتقاء نحو المزيد من التعاون المثمر. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،، إن ما تموج به منطقتنا العربية من صراعات معقدة وما تشهده من أزمات متفاقمة أساسها التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتمتد بتأثيراتها الخطيرة وإفرازاتها السلبية إلى مختلف دول العالم وتؤثر بشكل مباشر على الأمن والسلم الدوليين، يتطلب جهوداً أكبر وتعاوناً أقوى لمواجهتها وحلها . فما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من اعتداءات وانتهاكات متواصلة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، هو أمر يفرض تحركا أكثر فاعلية لمنع تردي الأوضاع إلى مستويات أكثر خطورة، ولتوفير الحماية الكافية للشعب الفلسطيني، والحفاظ على الأماكن الدينية في مدينة القدس وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة ووقف الاستيطان، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967م، وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، مقدرين عالياً مواقف دول أمريكا الجنوبية الداعمة للقضية الفلسطينية. أما الأوضاع في اليمن، فهي تسير بخطى ثابتة نحو ما يصبو إليه الشعب اليمني الشقيق، ولن تتخلى دول التحالف العربي للدفاع عن الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، عن دورها الذي تقوم به حتى يتم استعادة الأمن والاستقرار في اليمن، وإنهاء كافة صور التدخل الخارجي، وإيجاد حل سياسي طويل الأمد بين جميع الأطراف يضمن تحقيق تطلعات الشعب اليمني الشقيق في التنمية والتقدم، مؤكدين بأننا ملتزمون بالقيام بواجبنا في تقديم مختلف أنواع المساعدات الإنسانية وندعو المجتمع الدولي لتكثيف جهوده المبذولة في هذا المجال. كما أننا نؤكد على أحقية الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في استعادة سيادتها على جزرها الثلاث المحتلة من قبل إيران، وندعم كافة الجهود التي تحفظ للأشقاء في سوريا وليبيا الحرية في اختيار مستقبلهم من خلال المشاركة والاتفاق على بناء نظامهم السياسي المستقل للمحافظة على وحدة واستقلال دولهم، وحماية أراضيها من الإرهاب والتطرف، والعمل من أجل التنمية والتقدم والرخاء. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إننا نتطلع إلى زيادة وتيرة التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري بين الجانبين العربي والأمريكي الجنوبي، وخاصة أن إنجاز هذا الهدف لن يساهم فقط في تدفق المبادلات التجارية والاستثمارات بينهما٬ ولكنه سيؤدي كذلك إلى انبثاق تجمع اقتصادي قوي يتمتع بقدرات هائلة ومقومات كبيرة على المنافسة الدولية. وإن الفرصة سانحة لقيام هذا التكتل الاقتصادي في ظل ما شهدته العلاقات الاقتصادية بين دولنا من طفرة كبيرة وارتفاع معدل التبادل التجاري بين كثير من الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية إلى مستويات مبشرة، إضافة إلى إمكانيات ومجالات وفرص التعاون والتكامل الكبيرة المتاحة في العديد من القطاعات بين دول المجموعتين، ومن بينها قطاعات الصناعة والزراعة والطاقة والسياحة والخدمات المالية والتدريب والتعليم وغيرها. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، إيمانا منا بأن العلاقات الإنسانية بين الشعوب تعد ركنًا أساسيًا في ترسيخ العلاقات وتعزيز المصالح المشتركة، وانطلاقاً من أن العلاقات بيننا قد بدأت وارتكزت على الترابط والتواصل بين شعوبنا، فإننا نرى أهمية أن تتطور اجتماعاتنا الرسمية لتكون ضمن منتدى موسع يتناسب مع حجم المشتركات التاريخية والحضارية بيننا، ليشمل كافة الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ويشارك فيه الجميع من سياسيين ورجال أعمال ومثقفين ومفكرين، كي يستند عملنا الرسمي المتقدم والمتطور على إطار شعبي متسع يحقق دفعة نوعية وخطوة فارقة في مسيرة التعاون المشترك ويضمن استدامة العلاقات فيما بيننا. في الختام، نؤكد أن تعظيم مكتسبات شعوبنا وتحقيق المزيد من التنمية والرخاء سيكون أمرًا قائمًا وبقوة بارتقاء التعاون بيننا لمجالات وآفاق أوسع، معربين مجددا عن ثقتنا التامة في نجاح هذه القمة في الوصول إلى الأهداف المرجوة منها بما يحقق مصالحنا المشتركة ويلبي تطلعاتنا وآمالنا في مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وكان حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة شارك في الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول امريكا الجنوبية والتي بدأت أمس في مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بمدينة الرياض. ولدى وصول جلالة الملك الى مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات كان في الاستقبال أخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة. بعد ذلك بدأت أعمال الجلسة الافتتاحية للقمة الرابعة للدول العربية ودول امريكا الجنوبية. وفي بداية الجلسة ألقى خادم الحرمين الشريفين كلمة، ثم ألقى عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية ورئيس القمة العربية كلمة، كما ألقى وفد الرئاسة المؤقتة لاتحاد امريكا الجنوبية كلمة. وشارك حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في أعمال الجلسة الأولى المغلقة للقمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية رئيس المؤتمر والتي عقدت مساء أمس في مركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بمدينة الرياض. وحضر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مساء أمس مأدبة العشاء التي أقامها خادم الحرمين الشريفين بمركز عبدالعزيز للمؤتمرات تكريماً لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول المشاركة في القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية. وكان جلالته قد وصل الى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية أمس ليترأس جلالته وفد البحرين الى أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول امريكا الجنوبية وذلك تلبية لدعوة كريمة تلقاها جلالته من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية. وكان في مقدمة مستقبلي الملك المفدى لدى وصوله اخوه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية وصاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود امير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة ونبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية وأصحاب السمو الملكي الامراء والوزراء وكبار المسؤولين بالمملكة العربية السعودية من مدنيين وعسكريين. وقد تفضل جلالة الملك المفدى لدى وصوله بالتصريح التالي: يسرنا ونحن نصل اليوم إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، أن نعرب عن سعادتنا للمشاركة في القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية التي ستعقد في مدينة الرياض يومي 10 و11 نوفمبر 2015 م، تلبية لدعوة كريمة من أخينا العزيز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة حفظه الله، مؤكدين أن هذه القمة تكتسب اهمية استراتيجية بالغة، حيث تعقد في المملكة العربية السعودية صاحبة الدور الريادي في قيادة العمل العربي المشترك وتقوية الروابط بين الدول العربية مع كافة دول العالم وتكتلاته، كما إنها تأتي في مرحلة فارقة مليئة بالتحديات الجسيمة التي تستدعي التكاتف والتعاضد لتحقيق الآمال العريضة بأن تشهد الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية نهضة مباركة وانطلاقة مثمرة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. إن القمم العربية مع دول أمريكا الجنوبية تمثل دائما مصدرا للخير والنماء في العلاقات بين المنطقتين ونحن نقدر كثيرا ما تحقق خلال السنوات الماضية ونتطلع في هذه القمة الرابعة ان ترتقي بالتعاون لمجالات أرحب تلبي طموحاتنا في توطيد أواصر التنسيق بين دولنا وإرساء آليات لتعزيز التشاور والتفاهم حول الرؤى والمواقف إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الاقليمي والدولي ووضع استراتيجيات عصرية لتحقيق المزيد من الرخاء والمكانة لشعوبنا وترسيخ أمن واستقرار دولنا. ونعرب عن أملنا في أن تكلل أعمال القمة بالنجاح وأن تكون بمثابة لبنة جديدة في مسيرة تعميق وتوطيد علاقات التعاون المشترك وبلورة آفاق واعدة في المجالات كافة. وكان جلالة الملك قد غادر أرض الوطن بحفظ الله ورعايته في قت سابق من يوم أمس. ويرافق جلالة الملك المفدى وفد مكون من:- سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، الشيخ خالد بن احمد آل خليفة وزير الديوان الملكي، الشيخ سلمان بن عبدالله آل خليفة رئيس جهاز المساحة والتسجيل العقاري، الشيخ حمد بن ابراهيم آل خليفة، الشيخ خالد بن احمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية، الشيخ احمد بن عطية الله آل خليفة وزير المتابعة بالديوان الملكي، مستشار صاحب الجلالة لشؤون الاعلام نبيل بن يعقوب الحمر، زايد بن راشد الزياني وزير الصناعة والتجارة والسياحة، الفريق الركن ذياب بن صقر النعيمي رئيس هيئة الاركان، الشيخ حمود بن عبدالله آل خليفة سفير مملكة البحرين لدى المملكة العربية السعودية، اللواء الركن خليفة بن احمد الفضالة رئيس المراسم الملكية، السكرتير الشخصي لجلالة الملك المفدى حمد بن علي الكعبي، اللواء الركن طيار محمد بن باحسين المسلم قائد قاعدة الصخير الجوية.